JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

محمد بن عبدات يكتب "حضرموت ومزياب النحاس"

 




 


حقيقة لم تصبح حضرموت كما عهدناها في السابق مثل مزياب النحاس هكذا قالها لي العم سعيد الذي تعدى العقد السابع من عمره عندما كنت اتجاذب معه اطراف الحديث كعادتي في أمور شتى..فقلت له وماذا يعني ذلك فقال: شف يأبني انا من يوم بدأت أدرك الأمور وأنا أسمع من جدي رحمه الله ان شباب هذه البقعة من ارضنا الطيبة لايعرفون التكاسل ولديهم طموح ليس له حدود برغم من الظروف الصعبة المحيطة بهم آنذاك..


 الا ان جلد الحياة وصعوبتها ناهيك عن التنشئة والتربية الصحيحة من خلال التمسك بتعاليم ديننا الحنيف جعلت من شباب ذاك الزمان يكسر حاجز الصعاب بل ويتحدى المخاوف في كثير من مشاق ورحلات السفر الى شتى اصقاع العالم في ظل عدم وجود مواصلات متطورة مثل ماهي عليه الان. فقلت له والخلاصة ياعم سعيد فقال تمهل وستعرف ماتريد من خلال هذه القصة الحقيقية التي حصلت لي شخصيا فقلت له تفضل احكي لي فتنهد قليلا بعد ان استرجع ذاكرته وقال اسمع يأبني لقد كنت مع مجموعه من الشباب وبعض كبار السن في أربعينيات القرن الماضي حيث سافرنا على ظهر ساعية يقصد سفينة شراعيه صغيره .وكان والدي رحمه الله معنا في تلك الرحلة وكانت واجهتنا جزيرة جاوه الاندونيسية وطبعا الرحلة تبدا كالعادة من المكلا حيث الميناء ومن ثم المرور على عدد من المحطات في بلدان مختلفة وتمتد الرحلة اذا لم تصادفها رياح موسميه قرابة الشهرين ولكن الطريف في امر هذه الرحلة انها كانت هادئة جدا ولم يعكر صفوها شيء الا انه فجأة وبدون مقدمات وبعد مضي يومين من المغادرة اتت رياح شديدة حولت مسار الساعية وجعلت تدفعها بقوه وكانت الامواج من شدة الرياح تغمرنا من حين الى اخر حتى ادركنا اننا في هلاك لامحاله. فأجتمعنا في تلك الظروف الغير عاديه في موقع واحد على ظهر تلك الساعية ندعو الله عزوجل ان ينقذنا من هول ماقد يحصل لنا وكنا يد واحده ولم ارى احد يحاول ان ينجوا بنفسه اويتهرب وبعد معاناة ورعب شديد عشناه رمى بنا تيار تلك الرياح في بر غريب عجيب. 


والحمدلله لم يحصل لنا مكروه وعندما شاهد كل واحد منا زميله متعافى كانت سعادتنا كبيره ولم نفكر فيما يخبئ لنا القدر بعد ذلك.. وفجأة وجدنا انفسنا محاطين بناس ذوي بشره سمراء داكنة حيث بادرو بسؤالنا من اين انتم ومن اتى بكم الى هنا فأخبرناهم بالقصة وكانت ردت فعلهم طيبه جدا حيت عطفوا على حالنا وقدموا لنا الماكل والمشرب وعرفنا انهم من قبائل بربره بالصومال ولم ندم طويلا عندهم حين اوضحوا لنا ان منطقة حمروين التى تقع ضمن احيا العاصمة مقديشو يوجد بها كثير من الحضارم وهناك.فرص للعمل.


 وبالتالي اصبحت واجهتنا الصومال بدلا من اندونيسيا حيث وجدنا كثير من ابناء حضرموت يديرون كثير من الاعمال التجارية فأستوعبونا برحابة صدر وكانوا خير عون لنا حتى اشتد عودنا واصبح الكثير. منا من رجالات المال والاعمال ليس في الصومال فحسب وانما في شرق افريقيا عموما هكذا كان الشباب الحضرمي حينها متعاون ومتكاتف ومبدع في كل شي بعد ان عصرته التجارب بصوره صحيحة مثله كمثل مزياب النحاس اذا وضعت الماء بداخله يخرج بشكل قطرات منتظمة لاعشوائية مثل ماهو حاصل الان.. فهل ادركت يأبني كم هو الفرق بين شباب ذاك الزمان وزمننا الحالي وهل عرفت ماذا يعني مزياب النحاس..فقلت له بعد ان احسست انه اصاب كبد الحقيقة صدقت ياعم سعيد فشتان بين جيل الامس واليوم.



محمد بن عبدات

مستشار وزارة الرياضة اليمنية

محمد بن عبدات يكتب "حضرموت ومزياب النحاس"

El khabrelmasry sohag

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة