*
علمتني الكرة على مدار سنوات عديدة كمشجع ثم كصحفي أنها وحدها ولا غيرها ، لها أحكامها ، فهي الحاكم الديكتاتور ، تَرضى وتَغضب تُستفز فيكون عقابها أشد العقاب على من تحدى أو عاند سطوتها .
فقبيل مباراة نصف نهائي دوري أبطال آسيا التي جمعت الزعيم العالمي الهلال والمستضيف الدحيل خرج علينا الموهوب نشأت أكرم متهكمًا على أداء الهلال في ربع نهائي البطولة أمام فولاذ خوزستان الإيراني قاطعًا بأن الدحيل سيتأهل لملاقاة أوراوا ريدز ديناموندز الياباني في نهائي دوري الأبطال متجاهلًا الهلال وصيف العالمي بحجة أن مستواه لا يؤهله لتخطي الدحيل وأن نتيجة المباراة محسومة للممثل القطري المتسلح بالأرض والجماهير ، مع ركلة بداية المباراة ومع العشرة دقائق الأولى سجل الهلال ليس هدفًا ولا اثنين بل ثلاثة أهداف كاملة ، لم ينتهي الشوط الأول من المبارة يا كابتن نشأت بأسبقية هلالية بهدف بل بالخمسة يا عزيزي ، لم تنتهي المباراة بهدفين لهدف أو تأهل صعب للزعيم بل بالسبعة ، سبعة أهداف كاملة مرسومة في الشباك القطرية سبعة أهداف كزخات المطر سكنت مرمى الدحيل ، عشقناك لاعبًا مُبدعًا مع أسود الرافدين لكنها سقطة كبرى وتوقعات ليست في محلها يا كابتن .
يا نشأت أبدًا لا تتسرع أنت في حضرة غول آسيا وكبيرها وسيدها الأول ، أزرق هلالي كموج البحر غدار إن لم تكن سباحًا ماهرًا ، عفوًا لا تقترب أبدًا فهي سكة الهلاك .
محبتنا لك وللعراق تجعلنا نتجاوز تلك السقطة ولكنها في المجمل درسًا لاحترام المنافس (أي منافس) فما بالك لو كان هلال العز والمجد .