الكاتبة إسراء الجبالي |
الكاتبة إسراء الجبالي تكتب من سلسله أدركتُ مؤخراً
" السحر الحلال "
وللسحر الحلال أثر عجيب في نفوس الناس ، به ترق القلوب ، وتصفو النفوس ، وتزداد المحبة ، وينموا الحب
والسحر الحلال في مقصدي هو (الهدية)
الهدية هي السحر الحلال الذي يغمر القلوب ويُسحر العقول ، لان النفس البشرية جُبلت علي حب من أحسن إليها .
وتعد الهدية سبيل للخير ، ومظهر حب ، وطريق تعبر من خلاله للقلوب ، والهدية ايضا جزء من النظام الاجتماعي لها اثرها في غرس أشجار المحبة والمودة في القلوب وطاردة للحقد والكراهية
إذا دخلت الهديةُ دار قومٍ ** تطايرت العداوةُ من بينهم
ولأهمية الهدية حرص الإسلام عليها ورغب فيها ، ولما أرادت بلقيس ان تطلب وُدَّ سليمان عليه السلام أرسلت إليه هدية ،
الهدية تفتح منافذ القلوب كما في حديث البخاري في
(الأدب المفرد) عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال :(تهادوا تحابوا)
وقد قبل النبي صلي الله عليه وسلم الهدايا من الملوك من غير المسلمين لما أهدي له ماريه القبطية وولدت له إبراهيم ، وهو القائل :(أجيبوا الداعي ولا تردوا الهدية)
وكان الحسن بن عمارة بلغة أن الأعمش العالم الكبير وقع فيه وذكره بسوء ، فبعث إليه الحسن بكسوة وهدايا فلما قبلها الأعمش صار يمدحه في كل مجلس فقيل له : كيف كنت تذمه ثم تمدحه ؟!
فقال الأعمش:(إن القلوب جبلت علي حب من أحسن إليها).
فهذه طبيعة الناس تنجذب إلي من أهدي إليها وصنع لها معروفاً ، فالهدية طريق لقلوب الخلق اجمعين ، الهدية بين الزوجين تزيد الألفة والحب ، وللوالدين تقرب لطاعتهم ورضاهم ، وبين الاصدقاء لدوام الود وإزالة الفجوة ، وبين الأخوات ، والجيران ، والاقارب ، والمعارف ،والفقراء المساكين ، فهي ترسيخ للعلاقات بجميع أشكالها ، وعلاج للمشكلات ، ودفع للعدوات ، وطريق واضح لسحر القلوب وكسبها
إن الهدية حلوة * * كالسحر تَجتلِبُ القلوبا
تُدني البغيضَ * * حتي تُصيّره قريبا