JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

خيوط الخيوط ٣

خيوط الخيوط ٣




بقلم : أحمد أبو سيف


يقول أمل دنقل “فالكلمة - إن تكتب - لا تكتب من أجل الترفيه"

وبمثل هذه العبارة يمكننا أن نعنون قصص الصحفية والكاتبة الكبيرة لبني صبري والتي اطلقت عليها: "الطوفان، سلفادور، أم الشعور"

في نسيج انسيابي وسرد رشيق حطمت الكاتبة قيود الواقع واطلقت عنان الخيال لتؤطر حياتنا بإطار ذهبي "غير محبوب" فالطوفان هو الثورة والبشر هم قطراته، لكن النتيجة غرق. 

"يعني كنت بتغرقي؟" 

كنت بعوم! 

أو بالأحرى كانت تحاول العوم والطفو. 

وسلفادور هو تهدل الزمن بوجهه العابث المندهش وساعاته المتهدلة، أما أم الشعور فتلك الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض وما لها من قرار ولكنها شجرة طيبة، لم تقاوم القبح فخرت دون رجعة. 

وبشخصية لم تسمى قدمت الكاتبة قصصها الثلاثة كأنها تريد أن تقول هذه أنا أو أنت أو غيرنا لتكن هذه الشخصية من تكون فهي مصرية ضاربة بعمق مآسيها في مصريتها رغم ثقافتها التي جابت غرب العالم قبل شرقه، لكن سماتها النفسية بقيت شرقية عربية، تفرح بشدة وتحزن بعمق وتغضب وتثور في لحظات، نعم هي شرقية وإن هدل روحها الزمن وداعبت اغتراب روحها السنوات. 

فالشخصية في القصص الثلاثة تحاول دائما الثورة على الواقع وكسر القيود المفروضة اجتماعيا وسياسيا، ولكن السلطة تهذبها، الأم تهذبها، المجتمع يهذبها، والدولة تهذبها فلا ثورة إلا في الحلم. 

تثور عندما تتقزم في أم الشعور أو تثور عندما تصبح قطرة في طوفان ولكنها لا تثور على وجه الحقيقة أبدا بل على العكس تماماً، فهي تموه وتتحول إلى "عملاق أبيض هزيل فارغ يتحلل". 


السرد ولعبة الخيال:" لم تتوقف الكاتبة في سردها على رسم الأشخاص على هيئاتهم بل حولتهم إلى قطرات مياه في طوفان، هذا التشيبه يدعونا إلى تأمل رؤية الكاتبة الخاص بكون الطوفان يتكون من قطرات، هذه القطرات يجب أن تتحد وتكون أكثر حدة إذا ما أرادت السير في اتجاه واحد، فيكون له التأثير الضارب حد التدمير وإلا تبقى قطرة تتبخر مع أقل مجهود من ضوء الشمس الساطع. 

أما لوحات سلفادور والتي تناغمت معها بطلة قصة سلفادور فهي تسمح لنا برؤية ما يفعله الزمن بالإنسان، فإنه يتهدل يصبح أكثر طواعية وانقيادا وأسهل في التعامل مع كل الأمور فما كان يراه صعبا يراه سهلا، وما كان يراه محزنا يراه بسيطا لا يستحق الحزن، وما كان يراه مفرحا حد الصخب والمجون لا يعبأ بمروره، وهذا معنى وصفته الكاتبة بقولها "المهم أنني لم أعد أفرح أو أحزن أو أغضب، فكل الأشياء متشابهة...... لا فروق تذكر" 

لا ينكر كل من قرأ القصص الثلاثة وضوح رؤيتها، فهي واضحة أحيانا حد المباشرة، لكن بها أمران جديران بالذكر: 

الأول: أنها تكن حزنا عميقا علي ما آلت إليه الأمور من الغرق، كما أن بداخلها حزن يصل حد الكآبة على ما يصيب الإنسان إذا فقد الحرية. 

والثاني: كسرها لتابوهات المجتمع من العادات والتقاليد والسياسة دون أن يشعر القارئ أنها فعلت ذلك عندما مررته وفق رؤيتها وعلى من يريد أن يقرأها مازجة ذلك بخيال الحلم تارة، وأحلام اليقظة تارة أخرى. 

في الختام لا يمكن أن يكون هذا المقال كاف أبدا لوضع يدي المتلقي على كل ما في القصص الثلاثة من أسرار بل إن فيها ما يكتب في كتب.

 خيوط الخيوط ٣

alkhabralmasry7

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة