نضجت وايقنت أن فاقد الشيء قد يعطيه ، وأن الكتاب قد يختلف من عنوانه ، وأن رضا الناس ليس غاية ، وأنه باستطاعتي ان أشتري لحافًا آخر لأمد قدمي كما أريد ، وأن اليد الواحدة ربما لا تصفق لكنها تربت وتُعين ، وأن أشق طريقًا ثالثًا حين أُخيّر بين طريقين لا أرغبهما.
نضجت وعلمت أن الواقع لا يتطلب كل هذا الإدراك !
"إنه يتطلب التغاضي وابتداع تفاصيل جميلة، يتطلب عين مُحبة ، ونفس مُسالمة ، ونية طيبة، الواقع لايحتاج إلي التركيز والتدقيق بقدر مايحتاج إلى الانتباه للحظات الصغيرة الفارقة التي تمر بنا كل يوم كفرصة سحرية للسعادة."
نضجت وعرفت أن البراءة لها ثمن وأنك مهما كنت بريئًا سيتهمونك بعدم البراءة ، لا أحد ينضج ويكبر دون دروس ، دون تجارب في هذه الحياة حتى وإن لم تخض كل التجارب حتما قد سمعت عنها ، حينها فقط ستعلم أنهم يرون أن الكذب ضرورة وان النفاق مجاملة .
نضجت وأكتشفت أنه يمكنني بعثرة الحروف وصياغتها من جديد يمكنني ملء الفراغات بالعبارات والاقتاباسات التي
تناسب وضعي وعقلي ومعتقداتي ، وأن الأمثال مجرد كلمات مبعثرة رُتبت ليكون لها معنى وهي ليست فرض علينا ،
وهذه هي قمة النضج الذي يرفع بقيمة الانسان إلى درجة عالية من الرقي الروحي ، حيث يكون في قمة العطاء والإيثار وهذه القيم تكاد تنعدم في وقتنا الحالي وهذا هو المؤسف حقًا.
بقلم:إسراء الجبالي