JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل

الكاتبة إسراء الجبالي تكتب من سلسله أدركتُ مؤخراً "إلي كل رجل"

                الكاتبة إسراء الجبالي تكتب 
         من سلسله أدركتُ مؤخراً "إلي كل رجل"


تعد أكثر المشاكل الزوجية والتي تطرأ بين الزوجين، خاصة في بيت العائلة هو تحكم أم الزوج وتصرفاتها مع زوجة ابنها،
فكثير من المشكلات تقع بسبب تصرف حماة الزوجة معها، وقد تصل في بعض الأحيان إلى طلاق الزوجين، 
لهذا يعاني الكثير من الأبناء من تدخل أمهاتهم في حياتهم الزوجية ومحاولة تسييرها وفق ما تشاء، وتعتبره الأم من حقها طالما تعبت وسهرت في تربية هذا الابن فتسعى جاهدة للتدخل في حياته دون أن تدرك أن هذا التدخل من شأنه أنه يدمر حياة الأبناء الزوجية وقد يؤدي للعديد من المشاكل واحيانا الى الطلاق وهذا كله بسبب التدخل الغير حكيم .
 لذلك ايها الابناء انتم وحدكم من تساهمون في خراب حياتكم الزوجية عندما تسمحون لامهاتكم بالتدخل في حياتكم الخاصه كنوع من البر بها ، ولكن ردعها لا يعني عدم الطاعة او عدم تقديرها .
ولذلك انصح كل الأمهات بأن تقدر مشاعر ابنائها وألا تفسد عليهم حياتهم وتترك لهم الحرية بدءا من اختيار شريكة الحياة وحتى تربية الابناء وحل المشاكل الاسرية وأن تدع لابناءها المسؤولية والاستقلالية عنها والاعتماد على أنفسهم في تربية أبنائهم وحل مشكلاتهم الزوجية وخاصة الابناء  الذين يعيشون مع أمهاتهم في منزل العائلة، الامر الذي يقودها الى هدم علاقة إبنها الزوجية وصولا الي " الطلاق " وأُنوه إذا كان لابد أن تتدخل الأم فيجب ان يكون تدخلها لمصلحة أسرة إبنها لا لقلب حياته رأساً على عقب وخلق الفتنة والنزاعات في حياة إبنها، وبالتالي تخسره ويخسر هو حياته دون أن تشعر أن لها يد في ذلك او أنها كانت تقصد الامر.
ولا تنسي ايها الزوج أن من حق زوجتك عليك أن تسكنها في مسكن مستقل تأمن فيه على نفسها وشؤونها، ولا يتدخل أحد في خصوصيات حياتها لا والدتك أو غيرها من أقاربك ،بل يكون حقًا خالصًا للزوجة، ولا حق لك في إجبار زوجتك على السكن مع أهلك إلا أن ترضى هي بذلك، 
قال الكاساني: 
وَلَوْ أَرَادَ الزَّوْجُ أَنْ يُسْكِنَهَا مع ضَرَّتِهَا، أو مع أَحْمَائِهَا كَأُمِّ الزَّوْجِ وَأُخْتِهِ وَبِنْتِهِ من غَيْرِهَا وَأَقَارِبِهِ فَأَبَتْ ذلك، عليه أَنْ يُسْكِنَهَا في مَنْزِلٍ مُفْرَدٍ، لِأَنَّهُنَّ رُبَّمَا يُؤْذِينَهَا ويضررن بها في الْمُسَاكَنَةِ وَإِبَاؤُهَا دَلِيلُ الْأَذَى وَالضَّرَرِ .

وبناءًا عليه فلا يحق للأم أن تأخذ مفتاح شقة الزوجة الخاصة بها ولا أن تطلع على أمورها وحاجاتها الشخصية إلا بموافقتها ورضاها ، وحكم الدين في هذا الأمر بأنه تدخل وتحكم مذموم
وهذا ما أجده يحدث وتشتكي منه الكثير من الزوجات بل يصل الي حد البكاء والانهيار كل ليه في غرفتها لعدم إيجاد من يسمعها أو يعيد لها حريتها التي سلبت منها رغماً عنها وشعورها بتقصير زوجها في حقها بأنه لا يعطيها حريتها وكرامتها وأنه لا يشعرها بأنها زوجه ولها حقوق عليه مثل حقوق أمه ، وإذا لم تأذن الزوجة في ذلك ووافقها زوجها فلا يعتبر امتناعه عقوقًا لامه لأن الإذن في التصرف فيه ليس من حق الزوج فقط بل من حق زوجته أيضا ، ولكن ينبغي عليك ان تلاطف أمك، وتتعلل بما يقنعها من الأسباب التي تتلاشي بها غضبها وسخطها.
فالواجب علي الزوج ان ينصح أمه أن  تكف عن هذا السُّلوك المشين، والظُّلْم المبين ، ولا ريْبَ أنَّ سكوتَ الزَّوج على ظُلْم والدتِه لزوجته ليْس من الدِّين ولا الخلق القويم لاسيَّما إذا كان المظْلوم هو زوجته الَّتي هي الأحقّ بالمعامله الطيبه وحسن الخلق، والإحسان وجلْب النَّفْع، ودفْع الضرِّ والظُّلم، وأعْلى النَّاس رتبةً في الخير مَن كان خيرَ النَّاس لزَوْجِه، فإذا كان الرّجل كذلك فهو خير النَّاس، وإن كان على العكسِ من ذلك فهو في الجانب الآخَر من الشر، ولا شكَّ أن مَن كان كذلك، فهو مَحْروم التَّوفيق، زائغ عن الطَّريق. 
فلا شك أن بر الأم من أوجب الواجبات ومن أعظم التقربات إلى الله، قال تعالى:
 وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {لقمان}

فالذي أوصيك به أن تجتهد أيها الشاب الرجل في بر أمك والإحسان إليها دون أن تظلم زوجتك وليس من البر بأمك طاعتها في ظلم زوجتك، ومعاملتها بالعنف والقسوة، أو طلاقها لمجرد طلب أمك ذلك منك ما لم يكن هناك سبب صحيح يقتضي طلاق الزوجة، كتعديها على أمك والتطاول عليها ونحو ذلك،واعلم أنك مسئول عن زوجتك وأولادك، وأن ظلمك لزوجتك سيكتب عليك في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فراقب الله تعالى، وأحسن إلى أمك، دون أن تستجيب لها في فعل ما يغضب الله، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
فجزاء الزوج الظالم لزوجته يُحاسبه الله تعالى على فعله، فظُلم الزوج لزوجته بأيِّ نوعٍ من أنواعِ الظُلم هو من الذُنوب والكبائر التي لا يغفرها الله إلا بمسامحة زوجته له .
إن الله يغفر من حقّه ما شاء، ولا يغفر من حقوق الناس شيئًا" 
فعليكم أيها الرجال أن تنتبهوا وتعدلوا ولا تظلموا .
#إسراء_الجبالي
الكاتبة إسراء الجبالي تكتب من سلسله أدركتُ مؤخراً  "إلي كل رجل"

Unknown

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة