البحيرة : دنيا الشرقاوي
فى حدث تاريخي هام أفتتح اليوم اللواء هشام آمنة - محافظ البحيرة، واللوء محمود شعراوي - وزير التنمية المحلية، والدكتور خالد العناني - وزير السياحة والآثار، مسار العائلة المقدسة بمدينة وادي النطرون وبحضور الأنبا متاؤس - أسقف ورئيس دير السيدة العذراء ( السريان ) ممثلاً لقداسة البابا تواضروس الثاني - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأنبا أغابيوس - أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي.
حيث قام محافظ البحيرة ووزراء التنمية المحلية والسياحة والآثار بإفتتاح جدارية، تجسد رحلة العائلة المقدسة إلى مصر حيث شقت السيدة مريم العذراء الطريق إلى مصر قبل نحو ألفي عام بصحبة أبنها السيد المسيح، ومعهما يوسف النجار؛ هرباً من بطش هيرودس، حيث طافت العائلة المقدسة عدة مناطق في مصر، لتصبح هذه الرحلة التاريخية إرثاً روحياً يتلمس أثره أتباع الديانة المسيحية حول العالم.
كما قاموا بجولة تفقدية داخل دير الأنبا شنودة أحد الأديرة العامرة بوادي النطرون وتفقد معالمه الأثرية ومزار البابا شنودة بالدير، والذى يحوي الكثير من مقتنيات البابا شنودة، وإستمعوا لشرح تفصيلي عن المزار والرمزية الدينية لهذا المكان الذي يمثل قدسية لجموع المسيحيين حول العالم.
هذا وقد تم عقد مؤتمر صحفي أكد من خلاله اللواء هشام آمنة أن الدولة المصرية قد بذلت وفق توجيه فخامة السيد الرئيس عبد الفتح السيسى رئيس الجمهورية جهود كبيرة ومكثفة من أجل تهيئة المسار على النحو الذي نراه اليوم جميعاً، فقد بلغت تكلفة إعادة إحياء مسار العائلة المقدسة ما يقرب من ٨٠ مليون جنية ( ٢٤ مليون جنية من وزارة السياحة والآثار والباقي تمويل ذاتي من محافظة البحيرة ووزراة التنمية المحلية ) وذلك لرفع كفاءة الطرق المؤدية للمسار بطول ٢٤ کيلو متر والإنفاق على مختلف الأعمال من رصف وإنارة وتشجير ولوحات إرشادية.
مضيفاً أن الدولة المصرية قد بدأت هذه الإنطلاقة في تعزيز السياحة الدينية تأكيداً لرسالة السلام والتسامح التي هي عنوان مصر الأبرز في تاريخها وهى على العهد بأن تظل ملتقى الحضارات والأديان تبذل لأجل ذلك الكثير والكثير في عهد فخامة السيد رئيس الجمهورية والذي تعلمنا منه تلك القيم الجليلة وقد ترجمها فعلاً نعيشه ونحياه وصوراً وأيقونات تنطق بالمحبة والسلام في كل حين كحال مصر منذ فجر التاريخ.
وفى كلمته أكد اللواء محمود شعراوي - وزير التنمية المحلية إن هذا الإفتتاح اليوم لمسار العائلة المقدسة بأديرة وادي النطرون بالبحيرة يأتى تتوجياً للإفتتاحات المتتالية السابقة لنقاط المسار فى كل من سمنود بمحافظة الغربية وتل بسطا بمحافظة الشرقية وكنيسة العذراء بسخا فى محافظة كفر الشيخ وتتوالى فى الأسابيع القادمة إفتتاح باقى نقاط المسار لنعلن للعالم جاهزيتنا لإستقبال وفود الحجاج والسياح من جميع بقاع الأرض للتبرك من هذه الأماكن المقدسة.
كما أعلن "شعراوي" عن الإنتهاء من تطوير نقاط مسار العائلة المقدسة الخمس والعشرين فى محافظات مصر الثمانية بالتعاون الكامل مع وزارة السياحة والآثار والكنيسة القبطية وبدعم من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ومتابعة رئيس مجلس الوزراء ورعاية قداسة البابا تواضروس الثاني - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والأباء الأساقفة رؤساء الأديرة.
وقال وزير التنمية المحلية أن المحافظات الثمانية قامت بإستكمال كافة بنود تطوير خط مسار العائلة المقدسة لنقدم لمصر وشعبها وللعالم أجمع واحدة من أهم المعالم التراثية بل والإنسانية المتصلة بشعوبنا جميعاً، حيث تم إستكمال وتأهيل وضع خط المسار، وإعداده للزيارة والبرامج السياحية الدولية ومن المقرر أن يتم إفتتاح نقاط المسار خلال الأيام المقبلة.
وأضاف أن إهتمام الدولة بمتابعة جهود المحافظات المختلفة المعنية بتطوير نقاط المسار دليل على إحترام مصر لتاريخها وللتراث الإنساني الذي يمثله خط مسار العائلة المقدسة الذي يقدم صورة مصر، كما هى دائماً، في أبهى صورها نموذجاً للتعايش مع التاريخ والثقافة والحضارة والديانات والمبادئ النبيلة التي قدمتها للعالم أجمع.
ووجه اللواء محمود شعراوي التحية لكل من قام بإستكمال كافة التكليفات الصادرة للمحافظات الثمانية، وما أسهمت به المحافظات من خططها الإستثمارية إستكمال الأعمال بجهودها الذاتية، وما قدمته محافظة البحيرة من موازنتها الخاصة والتى بلغت ٥٥ مليون جنية ودعم وزارتي التنمية المحلية والسياحة.
ومن جانبه أعرب الدكتور خالد العناني - وزير السياحة والآثار عن سعادته بإفتتاح نقطة جديدة من نقاط مسار العائلة المقدسة اليوم، حيث يحل ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر يوم الأربعاء القادم الموافق الأول من يونيو، مشيراً إلى الأهمية الكبيرة لهذا اليوم تاريخياً ودينياً لدى المصريين كما أن رحلة العائلة المقدسة تعد من التراث الديني العالمي الذي تتفرد به مصر عن سائر بلدان العالم، لإرتباطها بهذه الرحلة المباركة لأرض مصر الغالية على مدار أكثر من ثلاثة أعوام ونصف باركت خلالها العائلة المقدسة أكثر من ٢٥ بقعة في ربوع مصر المختلفة تحمل ذكراهم العطرة حيث تنقلت بين جنباتها من ساحل سيناء شرقاً إلى دلتا النيل حتى وصلت إلى أقاصي صعيد مصر.
وأكد وزير السياحة والآثار على إهتمام الدولة بإحياء مسار العائلة المقدسة، حيث تولي وزارة السياحة والآثار له إهتماماً آثرياً وسياحياً كبيراً، حيث يقوم المجلس الأعلى للآثار بترميم المواقع الأثرية الواقعة على هذا المسار بالإضافة إلى تطوير الخدمات السياحية بها ورفع كفاءة الطرق المؤدية لها بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية، وجهاز التنسيق الحضاري لتأهيل كافة نقاط مسار العائلة المقدسة وتكوين بنية تحتية، وإنشاء طرق جديدة لتمهيد دخول السيارات والأتوبيسات السياحية، وتوفير كافة الخدمات واللوحات الإرشادية وتوفير فنادق محيطة، حيث أوشك على الإنتهاء من خطة تطوير شاملة لعدد من المواقع بثمانية محافظات، معرباً عن حرصه الدائم على زيارة نقاط رحلة العائلة المقدسة بصفة مستمرة ومتابعة تطور مستجدات الأعمال بها.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة قامت بتشكيل لجنة قومية تضم خبراء من كل الجهات المعنية لإعداد ملف لتقديمه إلى منظمة اليونسكو لتسجيل مسار رحلة العائلة المقدسة على قائمة التراث العالمي اللامادى، وتسجيل أديرة وادي النطرون الأربعة على قائمة التراث العالمي المادي، وذلك تحت إشراف الكنيسة المصرية، فمسار العائلة المقدسة من المنتجات السياحية التى تنفرد بها مصر والذى يتم الترويج له عالمياً.
وفى كلمته رحب الأنبا متاؤس - أسقف ورئيس دير السيدة العذراء بكل ضيوف مدينة وادي النطرون من السادة الوزراء والوفد المرافق لهم فى هذا المكان المقدس والذى زارته العائلة المقدسة، وقدم "متاؤس" الشكر لفخامة السيد رئيس الجمهورية والحكومة بالكامل لما قدمته من جهد ودعم لإعادة إحياء مسار العائلة المقدسة، لكى يرى العالم الشعب المصري كله بمختلف طوائفه يحتفل بيوم دخول السيد المسيح لأرض مصر المقدسة.
حضر الإفتتاح الدكتورة غادة شلبي - نائب وزير السياحة والآثار، والدكتورة نهال بلبع - نائب المحافظ، والدكتور مصطفى وزيري - أمين عام المجلس الأعلى للآثار، والدكتور أسامة طلعت - رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة السياحة والآثار، والمهندس عادل الجندي - المنسق الوطني لمشروع مسار العائلة المقدسة، واللواء حمزة درويش - الوكيل الدائم والمشرف على الإدارة المركزية لشئون مكتب وزير التنمية المحلية، وسعادة السفير محمد حجازي - مستشار وزير التنمية المحلية للتعاون الدولي، والمهندس حازم الأشموني - السكرتير العام للمحافظة، واللواء محمد شوقي بدر - السكرتير العام المساعد وعدداً من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ.
