JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

خيوط الخيوط ٢

 

خيوط الخيوط ٢


بقلم : احمد ابو سيف

"أحيانا نحتاج أن نؤطّر خيباتنا بإطار فخم ونعلقها جنبا إلى جنب بجوار إنجازاتنا كي يفيق القلب حينما يراوده الحنين" بهذه العباره الآخذة الضاربة في غور النفس البشرية تنهي الكاتبة شيرين غريب قصصها الثلاثة المعنونة ب(خارج حدود القفص، أمل منير، مسمار في إطار)، فالإنسان (أي إنسان) يحمل في نفسه خيبات وقد يجره الحنين إليها فالحنين عادة ما يكون انتقائي، ينكز الجرح لا يعدوه، كما أن له إنجازات قد يعمى عنها كلما رواده ذلك الحنين، لذا نبهتنا الكاتبة إلى ذلك بمسمار الإطار. 

إن الفن الحقيقي هو الذي يضعنا دائما في تساؤل حول هموم الإنسان؟ خيباته وآماله وتطلعاته؟ 

وقد استطاعت الكاتبة في قصصها الثلاثة سالفة الذكر أن تُعبر عن أمل الإنسان في الحرية (حيث التمرد على قيود المرض في القصة الأولى، والتمرد على قيود الوحدة في القصة الثانية، والتمرد على قيود الحب أحادي الجانب في القصة الثالثة). 

العناوين: 

جاءت عناوين القصص تحمل دلالات أكثر عمقا وصدقا ففي القصة الأولى خارج حدود القفص يوجد بطلنا نبيل، يعني هذا أن الحياة إما قفص أو خارج حدود القفص، وقد رأينا في القصة أن القفص ذاته يمكن أن يسمح لسكانه بالحرية إذا استطاعوا التعايش معه بشكل جيد، أما أقفاص النفس هي الأقفاص الأشد إحكاما والأقوي غلقا.

أما قصة أمل منير فهي تحكي لنا عن جزء من حياة منير الذي يبحث عن أمل وحين عثر عليه بشكل حقيقي عادت الحياة إلى طبيعتها.

والقصة الثالثة مسمار في إطار فقد لعب المسمار دور المعادل الموضوعي لألم لذيذ وهو ألم الحب، فحين وجدت البطلة حبها قام المسمار بعمل جرح ثم توالت الجروح مع توالي حالات الهيام، وحين قررت إنهاء ذلك أخذت مسمار جروحها لتعلق به إطارها. 

الأشخاص: 

عبر أدواتها القوية وسردها الممتع الرشيق قدمت لنا القاصة عدد من الشخصيات نجحت تماما في رسم إطارها النفسي والاجتماعي، ف نبيل الصاوي، طبيب بيطري متزوج وليس لديه أبناء، بينما منير رجل يعمل في مكتب ويمتلك سيارة خاصة، بينما بطلة قصتها الثالثة طالبة يحلم والدها أن تلتحق بكلية الطب، فمن خلال هذه المعطيات نستطيع القول إن أبطال القصص الثلاثة من أبناء الطبقة المتوسطة، يحملون الأحلام ذاتها. 

السرد ولعبة الخيال: عمدت الكاتبة إلى الخيال في سردها كي تمرر رؤيتها العظيمة، ففي القصة الأولى جعلت البطل نبيل يحادث العصفور برهان، أما الثانية فقد اسقطت البشر من حول أمل ومنير كأنهما دخلا في هوة زمنية لا علاقة لتوقيت البشر بها، أما قصتها التالية فجعلت البطلة تنسى ذلك المسمار الذي يدمي قدميها ويمزق ثيابها. هذا الخيال لعب دورا جوهريا في بناء القصص ولا يمكن أن نتصور أن ننتزع دور الخيال في القصص الثلاثة وإلا اختل توزان بناءها

الرؤية: 

في خارج حدود القفص يمكن وضع رؤية الكاتبة في إطار دور أحاديث النفس في صياغة المستقبل فأنت على ما ترى فيه نفسك، فإن رأيتها تنمو وتعلو فهي كذلك ما دمت قد وضعت قدميك على الطريق، وليس أدل على ذلك من محاولات البطل الوقوف ومن بعدها البدء في التدريبات. 

أما قصة أمل منير، فهي تدور حول بحث الإنسان عن أمله فهو لا يكف عن الدوران في حلقة مفرغة، إلا إذا كان يبحث عن أمله فمتى وجده عادت الحياة أكثر اسقرارا وأمانا، هنا رمزت الكاتبة إلى الأمل بتلك الفتاة التي يبحث عنها منير كطوق نجاة أخير من الوحدة غير المتوقعة فهو بالفعل وحيد، ولكنه هنا أصبح وحيدا في الكون وهذا غير طبيعي وبالتالي كان من الطبيعي أن يبحث عن أمل وربما كانت أمل هي الأخرى تبحث عن من ينير لها الطريق. 

أما قصة مسمار في إطار فقد كانت رؤيتها أكثر وضوحا فالكاتبة تقول لنا أن كل حب بلا أمل هو خيبة يجب نسيانها وتلاشيها وتهميشها حتى ولو كانت من باب الحنين. 

وفي الختام نشكر الكاتبة على إبداعها وعلى إنارة طريقنا بالأمل الحقيقي في الحب المتكامل، والبعد عن الخيبة والبحث عن الحرية في كل شيء.

خيوط الخيوط ٢

alkhabralmasry7

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة