JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

الكاتبة إسراء الجبالي تكتب من سلسله أدركتُ مؤخراً

 
الكاتبة إسراء الجبالي تكتب من سلسله أدركتُ مؤخراً



(الله معك ) 

راقب الله في السر والعلن،واعلم أنه يراك؛ فلا يطلع عليك وأنت تعصيه؛ولا تنتهك محارم الله إذا خلوت.

كم أقضّت مضاجع الصالحين، وأرّقت جفونهم، وأسالت دموعهم على خدودهم، وفتتت أكبادهم.

إن مراقبة الله تعالى من أعظم العبادات، وأساس الأعمال وعمودها، وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم أعمال القلب كلها في كلمة واحدة عندما سأله جبريل عليه السلام عن الإحسان فقال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» (رواه مسلم). 

وقد أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم بأنه رقيب على عباده فقال: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}   [النساء من الآية:1] وقال سبحانه: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة:235]؛ فهو جل جلاله حي قيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، عينه لا تغفل عن عباده في الخلوات والجلوات، يعلم سِرّهم ونجواهم، حركاتهم وسكناتهم، لا تخفى عنه خافية، فهو علّام الغيوب ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور. 

قال ابن المبارك لرجل:"راقب الله تعالى". فسأله الرجل عن تفسيرها فقال: "كن أبدًا كأنك ترى الله عزَّ وجل".    

وقال إبراهيم الخوّاص: "المراقبة خلوص السر والعلانية لله عز وجل". 

أما ابن القيم فقال: "المراقبة دوام علم العبد وتيقنه باطّلاع الحقّ سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه... والمراقبة هي التعبد بأسمائه تعالى: الرّقيب، الحفيظ، العليم، السميع، البصير؛ فمن عقل هذه الأسماء وتعبّد بمقتضاها حصلت له المراقبة" 

ومن علم أن الله رقيب عليه، مطلع على عمله، محصٍ عليه حركاته وسكناته، وخطواته وخطراته وحقيقة نواياه في صدره، خاف من الوقوع في المعاصي، وسارع إلى الطاعات، وتسابق إلى فعل الخيرات، وازداد لله تعظيماً وتوقيرًا وتقربًا، وهذا ما يرتقي به إلى درجة الإحسان الجامعة لخشية الله ومحبته والأنس بذكره والشوق إلى لقائه.

سلفنا الصالح كانت مراقبة الله شعارهم، والحياء منه وقارهم، عظموا الله فراقبوه، واستحيوا منه فهابوه، حفظوا الله في خلواتهم، فحفظهم وعصمهم في حركات جوارحهم، راقبوا الله في خلواتهم فأجلّهم الله في علانيتهم، وألبسهم نورًا ساطعًا من محبته، وطهر أبدانهم بمراقبته وخشيته، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!!

وهذا الإمام أحمد رضي الله عنه يسمع أبياتًا من الشعر فيترك مجلس العلم ويدخل غرفته ويغلق بابه وهو يردد باكيًا:

 إذا ما خَلَوْتَ الدهرَ يومًا فلا تقلْ *

       خلوتُ ولكن قلْ: عليَّ رقيبُ

ولا تحسبنَّ اللّه يغفلُ ساعةً*

       ولا أن ما يخفى عليه يَغيبُ  

فأي معنى للحياة إذا غابت مراقبة الله، وبارز العبد مولاه، وهتك الستر بينه وبين الله؟ فتعسًا لمن يدعي الصلاح في الملأ وينتهك حرمات الله في الخلوات، ويضيع الحسنات ويكتسب الآثام والسيئات.

إخواني واخواتي :

لنراقب الله تعالى في سرنا وعلانيتنا، ولنستحِ منه على قدر قربنا منه جل وعلا. وإيانا والغفلة عن الله فهي سمٌّ زعافٌ يدسه الشيطان ليحجب القلب عن مراقبة الله عزّ وجلّ. فإذا راودتك نفسك بمعصية الله فذكرها بنظر الله تعالى والحياء منه. 

  وإذا خلوت بريبة في ظلمة*

  والنفس داعية إلى الطغيانِ        

  فاستحي من نظر الإله وقل لها*

        إن الذي خلق الظلام يراني



الكاتبة إسراء الجبالي تكتب من سلسله أدركتُ مؤخراً

alkhabralmasry7

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة