كتب : حمدى صابر أحمد
قالت النائبة ألفت المزلاوى أعلم أن عودة المدارس حدثا ليس بالمبهج لأغلب أولياء الأمور فهناك من ترهقه مصاريف العودة وتكاليف المستلزمات بما يجعله يتمني أن تتأخر قدر الإمكان فالحال مش تمام!
واكدت زمان كانت خناقة أول يوم دراسي تتمحور حول "التختة الأولي" وتوصية ولي الأمر لابنه التلميذ بضرورة الحرص علي اقتناصها في ظل المنافسة المحتملة من أقرانه الطلاب وهو تقليد قديم يعبر عن أمنية دفينة داخلنا رسخها اعتقادنا السائد أن من يجلس علي التختة الأولي هيشوف أكتر وهيسمع أكتر وسيحوز علي اهتمام المدرسين أكتر وهتزيد معاها احتمالية أن يكون الأول علي الفصل فالأسطورة تقول التختة الأولي للاوائل والاخيرة للفشلة!
واضافت نفسية ولي الأمر تصبح أكثر ارتياحًا بجلوس نجله في التختة الأولي حتي إن كان يعلم أن الموضوع مالوش علاقة فلم يُعرف أن زويل بقي زويل عشان كان قاعد من قدام ولا فاروق الباز ولا أي عالم من علماء المصريين أصبح علي هذا التفوق عشان موقع جلوسه في الفصل كان فين.
العلماء في مصر زمان أصبحوا علماء لأن التعليم كمنظومة كان متكاملًا ممنهجا دقيقا بما يسمح بصناعة عالم فلته ، لما كنا علي دراية كافية بقدر المدرس وأهمية رعايته وتقديره وتبجيله ، مدرس لديه من الدخل ما يكفيه بما لا يجعله في حاجة إلي الجنوح نحو هوة الدروس الخصوصية التي أفسدت التعليم في مصر وأنهت علي هواية المصريين الأبرز في إنجاب النوابغ!
وختمت مش مهم ابنك هيقعد فين ولا جنب مين .. المهم نعرف إن مصر محتاجه يرجع يتقال عليها "بلد العلم والعلماء"، ودا عشان يحصل لازم نشوف مراجعة شاملة للمنظومة يشارك فيها الجميع وأولهم أساتذة التربية وخبراء رفع الكفاءة وتكنولوجيا التعليم والمتخصصين.