د.أحمد شتيه يكتب "واجب الوقت تجاه الأبناء "
( التربية - التعليم - التنشئة - الرعاية ) مصطلحات مهمة . لكنها يختلف كل منها عن الآخر . فكثيرون من الآباء والأمهات لا يعيرون تلك الجوانب اهتماما . كذا فالبعض يظن أن الرعاية هي عين التربية والتربية عين التعليم .
والفرق بين الاصطلاحات الثلاثة كان واضحا بينا حتى زمان قريب . لكن تسارع وتيرة الحياة . وانشغال الآباء بتوفير المأكل والمشرب . وتدني المستوى الثقافي لدى قطاع كبير من الآباء والأمهات سبب هذا الخلط الذي أدى إلى مشكلات كثيرة .
إن عملية التربية هي المصطلح العام الذي يندرج تحته مصطلحات التعليم والتنشئة والرعاية .
فعملية التعليم عملية ممنهجة لابد أن يتم فيها تعليم الطفل فنون الدنيا والدين . فكما يتعلم مناهج المدرسة والجامعة وجب على الوالدين أن يكملا هذا الجانب بوضع منهجية ممتدة ينقلون فيها لأبنائهم خبراته الحياة . وإلا كان الأبناء إذا خرجوا للحياة كقشة في مهب الريح .
كذا فإن كثيرا من الآباء والأمهات يخلط بين الرعاية وبين التربية ..لكن الرعاية في حقيقتها عملية تنصرف إلى : الاهتمام بالطفل في المأكل والمشرب والملبس والصحة . فذلك هو المراد من كلمة الرعاية .
أما المصطلح الرابع وهو التنشئة فهو عملية يقوم فيها الوالدان بغرس الصفات الحسنة في الأبناء . وتقويم ما اعوج من سلوكياتهم . على أساس مما درسوه في مناهجهم الدينية والتربوية .
واننا في وقت يعاني الشباب فيه من تسطح الفكر وانعدام الرؤية . لذلك فإن واجب الوقت هو تركيز الضوء عليهم . والاهتمام بعملية كبيرة تقوم على الواجبات الأربعة السابقة.
لذلك أتوجه بالنصيحة إلى جميع الآباء والأمهات بتخصيص وقت يوم للجلوس مع الأبناء بحيث يكون التواصل فيه تواصلا مباشرا وأن يتناولوا معهم الجانب الأخلاقي والجانب التطبيقي من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويتناولون جانبا آخر حياتيا ويسألون الأبناء ماذا تفعل لو حدث كذا؟
وكيف تتصرف لو حدث كذا؟
فلو تم ذلك ودامت هذه الجلسات كل يوم لخرج الابن إلى الحياة متفتحا ذا مدارك متسعة دينيا ودنيويا . والله الموفق