كتب : الدكتور أحمد حمدي
في كل يوم يكشف العلماء شيئاً جديداً في سلوك النحل ويعجبون من الذي علم النحل هذا السلوك ، ويبقى قول الحق تعالى : { فاسلكي سبل ربك ذللاً } لنقرأ .. ! ومن عجائب النحل ظاهرة يسميها العلماء ظاهرة شرب الخمر عند النحل ، فبعض النحل يتناول أثناء رحلاته بعض المواد المخدرة مثل الإيثانول ethanol وهي مادة تنتج بعد تخمّر بعض الثمار الناضجة في الطبيعة ، فتأتي النحلة لتلعق بلسانها قسماً من هذه المواد فتصبح " سكرى " تماماً مثل البشر ، ويمكن أن يستمر تأثير هذه المادة لمدة 48 ساعة . إن الأعراض التي تحدث عند النحل بعد تعاطيه لهذه " المسكرات " تشبه الأعراض التي تحدث للإنسان بعد تعاطيه المسكرات ، ويقول العلماء إن هذه النحلات السكرى تصبح عدوانية ، ومؤذية لأنها تفسد العسل وتفرغ فيه هذه المواد المخدرة مما يؤدي إلى تسممه ، ولكن الله تعالى يصف العسل بأنه { شفاء } في قوله تعالى : { يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ للناس } [النحل: 69] فماذا هيَّأ الله لهذا العسل ليبقى سليماً ولا يتعرض لأي مواد سامة ؟ تابع العلما خلال 30 عاماً ، ومن خلال مراقبة سلوك النحل . أن في كل خلية نحل هناك نحلات زودها الله بما يشبه " أجهزة الإنذار" تستطيع تحسس رائحة النحل السكران وتقاتله وتبعده عن الخلية !! حتى النحلة التي تسكر مرفوضة ويتم طردها بل و" تُجلد" من قبل بقية النحلات المدافعات ، إن النحلات التي تتعاطى هذه المسكرات تصبح سيئة السمعة ، ولكن إذا ما أفاقت هذه النحلة من سكرتها سُمح لها بالدخول إلى الخلية مباشرة وذلك بعد أن تتأكد النحلات أن التأثير السام لها قد زال نهائياً . فإن الحراس سيكسرون أرجلها لكي يمنعوها من إعادة تعاطي المسكرات سبحان الله العلي العظيم