JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

أبو العريف السخيف

 

أبو العريف السخيف

بقلم : عبدالباسط محمد ربيع عبدالباسط 


 وأنت تشكى من الصداع المتكرر هل ظهر لك شخص غير متخصص بروشتة يرى أنها مُحكمة بل العلاج الأفضل على الإطلاق؟! وانت تتحدث فى تخصصك هل وجدت شخص غير متخصص يحشر أنفه ويُبدى رأياً غير ناضجاً ويؤكد أنه على صواب؟!  وانت تقصص إشكالية داهمتك فى عملك هل شرع شخص يتحدث عن المخارج الممكنة لها وهو وحده الذي يحتكر الحل وهو في الأصل ليس علي معرفة بأبعاده الرئيسة؟! وانت تستقل السيارة التى تأخذك إلى منزلك، عملك، جامعتك... هل مكث شخص بجوارك وأعتنق دور الطبيب والفيلسوف والناقد والسياسى والفنان؟! 

إذا كانت إجابتك بالإثبات - وأنا اعتقد كذلك لأننى جالسته كثيراً- فيؤسفنى أن أقول لك أنك جالسته، وسرعان ما تتساءل ماذا عساه يكون هذا الشخص؟ والإجابة بكل بساطة هو رجل الظهور أو الاستعراض يحلو للبعض أن يلقبه ب "أبو العريف" وهذه اللفظة جاءت على غرار الأسم ليس الوصف، أو بالأحرى فهو يُسمى "أبو العريف"  ليس لكونه يعرف بينما لكونه يفتقر إلى المعرفة ولشخصيته الزائفة. 

"أبو العريف"  شخص ذاته متورمة ومتضخمة، يحاول أن يبعث إلى أذهان من حوله بأنه يفم فى كل شىء، بل يحتكر الفهم لنفسه، لأنه الأذكى على الإطلاق! عندما يصنع نجاح يعزوه لذاته، وعندما يعانى من فشل يعزوه إلى الآخرين، يرى نفسه خبيراً فى كل شىء بينما فى الأصل هو خابور. 

 "أبو العريف" شخص جاهل وطائش ومتبطل، يتخذ الإستعراض سبيلاً فى الحصول على إعجاب وتقدير من حوله، بينما لا يجده ولن يجده لأن تقدير الذات ورضا الآخرين يتأتى عندما يتحدث الانسان فيما يعلم، وفى النهاية يكون مصيره واحد وواحد فقط وهو أن شخصيته تتحطم تحت عجلات المعرفة الزائفة.

لقد تضخمت ظاهرة "أبو العريف" فى الفترة الأخيرة وبالبحث عن الأسباب التى تقف وراء ذلك نجد أنها تتبلور فى: إنعدام الثقة بالنفس، اصابة الشخص بتلوث نفسى يجعله يشعر بالنقص حيال الآخرين، الثقة العمياء التى يمنحها المجتمع لهذه الشخصيات.  لذا علينا أن نحترز أشد الاحتراز من أولئك الأشخاص،  فلا تعتقد أن أبو العريف حصيف بيد أنه كفيف ليس بصرياً، بينما عقلياً فهو لا يدرى أنه لا يدرى. لا تعتقد أن أبو العريف لطيف بيد أنه عجيف وضعيف وسخيف.  أبو العريف شخص لا يستطيع أن يميز بين الغث والسمين شخص يصاحبه كثير من الجعجعه وقليل من الطحين.  

وإذا كان ذلك كذلك، ونظراً للمخاطر التى يخلفها رجال الظهور(أبو العريف) فينبغى قبل أن نُنهى حديثنا أن نُشير إلى الدور الهام الذى يطول عاتق المجتمع، فى القضاء على هذه الشخصيات وذلك من خلال: عدم الاستماع لآرائهم التى لا قيمة لها، فضلاً عن احترام التخصص. 

و على رجل الظهور أو الاستعراض (أبو العريف) ألا يتحدث بما لا يعلم، وأن يسعى لإحياء وتنمية المعرفة الحقيقية التى تقع فى دائرة تخصصه. 


الكاتب/ عبدالباسط محمد ربيع عبدالباسط 

         مُعيد بكلية التجارة جامعة بنى سويف

الاسمبريد إلكترونيرسالة