JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

الأم:"بأدور عليهم كل يوم "بعد وفاة أطفالها الـ 3 تحت أنقاض سقف بيتهم


الأم:"بأدور عليهم كل يوم "بعد وفاة أطفالها الـ 3 تحت أنقاض سقف بيتهم



الخبر المصري :العنود أنس عمر



نتشر الغبار في الهواء بين طرقات المنزل، تحولت الأرضية بين عشية وضحاها إلى قطع من الحصى والطوب، تتمدد قطع الأخشاب التي كانت تمنع سقف البيت من السقوط، تقف الأم تنظر إلى الفراغ ولا تشعر بشيء جراء الصدمة، بينما يبحث  شباب القرية تحت الأنقاض، في محاولة لإبعاد كتل البناء ليعثروا على جثث 3 أطفال، كانوا يلهون قبل أن تتحول الغرفة إلى مقبرتهم.

خرج الأطفال الثلاثة، واحدًا تلو الآخر، بترتيب أعمارهم، الأكبر ثم الأوسط ثم الأصغر، بحسب ما روته والدتهم منى أحمد عمر، والتي سردت بداية الواقعة وسببها، بعد سقوط سقف الدور الثالث عليهم، وهم في الدور الأرضي، وكان البيت بحاجة إلى إزالة الدور الثالث، وتنكيس الثاني والأول: "كنت في المطبخ والأطفال مع جدتهم وخالهم في الأوضة، سمعنا صوت قوي، فكرنا في حادثة أو عاصفة، طلعت برا البيت أشوف في إيه والأطفال كانوا في الأوضة، ولما رجعت لقيت السقف كله وقع على الأطفال وكنبة من الدور اللي فوقنا سدت الباب".



أسرع شباب منطقة العزبة البحرية بحلوان لاستخراج الأطفال من تحت الأنقاض، رغم أنهيار المنزل، وظلوا 3 ساعات متواصلة داخل الغرفة في محاولة لإخراجهم، إلى أن عثروا عليهم عن طريق صوت وإضاءة التليفونات المحمولة التي كانت بأيديهم ويلهون بها، ولم يصبها أذى: "عيالي التلاتة خرجوا من البيت بنفس الترتيب اللي ربنا رزقني بيهم، مكنش في جروح ولا حاجة، كان لونهم أزرق، وتوفوا بنزيف داخلي واختناق".



لا زالت الأم تبحث عن أطفالها من حين لآخر، لم تصدق أن فلذات كبدها ذهبوا في غمضة عين، بعد أن كانوا بين أحضانها، تستنأف "منى" ذات القلب المكلوم حديثها: "يومها مكنتش عارفة إيه اللي بيحصل، ناس كتير عندي في البيت وتراب كتير، ومش واعية لحاجة، أنا لحد دلوقتي مش عارفه إيه اللي حصل والله وبقوم أدور عليهم".



سبب الواقعة كان من الممكن تفاديه، فالدور الثالث في المنزل صدر له قرار إزالة، وامتنع صاحب البيت عن هدم طوبة واحده منه - حسب ما قاله لوالدة الأطفال منذ سنوات - كانت نتيجته قاسية على أصحاب الدور الأرضي: "البيت واخدينه إيجار قديم، صاحب البيت كان عاوز يهده كله ويدينا 5 آلاف جنيه بس، رفضنا طبعًا، وفضلنا عايشين لغاية ما وقع علينا، وكنت جايبة بضاعة ملابس ومفروشات بقرض من البنك، كلها راحت في التراب".



لا تتمنى "منى" سوى شيئًا واحدًا فقط، وهو الحصول على حقها من صاحب البيت، ليشفي غليلها: "رفعنا قضية على صاحب البيت ومنتظرين النطق بالحكم، وكمان كان بيهددنا إنه هيهد البيت علينا لو ممشيناش".

ترتعش شفاة "منى" وتدمع عيناها وهي تقول: "أنا عاوز حق عيالي، وعاوزه الناس تدعيلهم على طول، طب كان ربنا يسيب لي عيل واحد، بس الحمدلله".

author-img

الإعلامي سـعيدبـدوي

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة