أنجبت الكرة المصرية على مر العصور لاعبين عظماء وأحدثوا فارِق من إنجازات وبطولات ، وبعد ذلك عندما أتخذو القرار الأصعب لأى لاعب وهو قرار الإعتزال كانوا أيضاً مُدربين عظماء ، وبالتأكيد الأمثال كثيرة الذين أتوا ليكونوا عظماء ليس على مستوى بلدهم فقط ولكن على مستوى القارة السمراء والعالم ، مثل الأسطورة الخالدة فى الوجدان كابتن " صالح سليم " ، الكابتن "حسن الشاذلى" ، وكابتن " حمادة إمام " ، وكابتن حسن شحاتة ، وأسطورة أفريقيا أيضا الكابتن " محمود الخطيب " ، والكثير والكثير من هولاء العظماء .
ولكن حديثناً اليوم عن جزء من تاريخ كبير من تاريخ الكرة المصرية والإفريقية ، فـ هو أسطورة حية وخالدة فى وجدان الجميع بإنجازاته وألقابه كلاعباً ومدرباً ، رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم منذ 8 سنوات كما يُلقب بالچِنرال " محمود الجوهرى" .
وعند الحديث عنه سنجد الكثير من الأقاويل التى ستُقال فهو صاحب الإنجاز الكبير بالصعود لكأس العالم سنة 1990 فى إيطاليا بعد غياب 56 عاماً مع الجيل التاريخى لمنتخب مصر .
الجوهرى لم يكن مجرد مدرباً أو لاعبا فهو كان الأب الروحى لكثير من اللاعبين العظماء ، وهو شخص لا يعرف سوى الإنجازات والارقام القياسية فهو أول من توج بكأس أمم إفريقيا مع المنتخب كلاعب ومدرب، والمدرب الأوحد الذى توج بدورى ابطال افريقيا مع قطبي الكرة المصرية .
وفى البداية وُلد الكابتن محمود عام 1938 ورحل عن عالمنا عام 2012، وكان قبل إنضمامه للساحرة المستديرة ظابطاً فى الجيش المصرى وكان من البواسل الذين شاركوا فى حرب اكتوبر 1973 ، حيث كان برتبة مقدم وخرج من الجيش برتبة عميد ،
وبدأ حياته الكروية لاعباً فى النادى الأهلى ولكنه أعتزل مبكرا عام 1966 لإصابته بالرباط الصليبي ، ولكنه لم يستسلم واتجه للتدريب فبدأ تدريبه بتدريب فريقه الأهلى في بداية الثمانينات ونجح فى الفوز بأول بطولة افريقية فى تاريخ القلعة الحمراء ، وبعدها نجح فى تولى قيادة المنتخب المصرى عام 1988 وإستطاع الوصول لكأس العالم مع المنتخب للمرة الثانية فى التاريخ ، وكانت المجموعة تضم هولندا ، وايرلندا، و انجلترا ،وأحرز وقتها الكابتن مجدى عبد الغنى الهدف التاريخي أمام هولندا من ضربة جزاء.
وتتوالى إنجازاته مع المنتخب بفوز بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1988، كأول مدرب يفوز بالبطولة لاعب ومدرب ، وبعد ذلك تولى قيادة الزمالك عام 1993 واستطاع الفوز معهم ببطولة دورى ابطال افريقيا كما فعلها مع القطب الاخر النادى الأهلى.
أما عن الحديث عن توليه فرق من خارج مصر فـ بالتأكيد كان له البصمة فى تولى فرق كبيرة مثل الأهلى السعودى، واتحاد جدة ، وقاد منتخب عمان ، والمنتخب الأردنى .
الكابتن محمود الجوهرى هو صاحب تأسيس نظام الاحتراف الخارجى فى مصر ، وشجع بعض اللاعبين على الاحتراف الخارجى مثل كابتن منتخب مصر احمد حسن ، هانى رمزى .
ويعد الجوهري صاحب أشهر هتاف عرفته الكرة المصرية في تاريخها وهو شعار "جوهري- جوهري" الذي يهز القاهرة عقب تأهل مصر لنهائيات كأس العالم 1990.
من أشهر اقوال الكابتن الجوهرى عندما سُئل عن رأيه فى الدورى المصرى قال " إنه بطولة "المكسحين " لأن البطولة التي يكون الأول فارق عن أقرب منافسيه بما يزيد على 20 نقطة فهو دوري ضعيف ليس فيه إلا فريقا واحدا وثلاثة أندية تتنافس علي لقب الوصيف، ويكون الفارق كبيرا مع صاحب المركز الأول أكثر من 20 نقطة وباقي أندية الدوري تبحث عن المنطقة الدافئة في الجدول حتي لا تهبط للقسم الثاني .
وافته المنية عام 2012 اثر سكتة دماغية ادت الى نزيف حاد بالمخ عن عُمر يناهز 74 عاماً ، وتوفي فى الادرن الشقيقة وسط جنازة عسكرية كبيرة وبحضور بكثير من اللاعبين .
والكثير من اللاعبين يظلوا يتذكروه حتى الآن لأنه لم يكن مدرباً فقط فـ هو كان أب لكل اللاعبين وصارم فى عمله ويستطيع جلب الإنجازات عند توليه اى فريق ، ومن أشهر الأقاويل عنه : -
عصام الحضري : تعاملت مع الجوهري لخمس سنوات ولابد أن يعرف الجميع بأنه يحب عمله وبلده بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
مجدي عبدالغني : وفاة الجوهري خسارة كبيرة للوطن العربي، فكان له بصمات مهمة في تاريخ كرة القدم المحلية والعربية والأفريقية، منها كأس الأمم الأفريقية عام 1998 .
عبدالظاهر السقا : مصر خسرت إنساناً عظيماً فالجوهري كان يتمنى تحقيق كل ماهو جيد لمصر، ووفاته تعد خسارة كبيرة . ” الجوهري استدعاني أثناء وجودي بالدرجة الثانية مع نادي المنصورة ولولا الجوهري ماكان ظهر أسم عبد الظاهر السقا”.
سيظل الأسطورة الحية عالقاً فى أذهان كل المصريين بإنجازاته والقابه التى لم يصل إليها أحد وبالتأكيد سيرته الحسنة وآثره التى تركه بيننا، رحم الله الكابتن محمود الجوهرى.