JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

الكذب المباح .... كذب أم تجميل؟


الكذب المباح .... كذب أم تجميل؟


كتبت هناء عبد الرحيم

  المبالغة في المجاملة أسقطنا في بئر عميقة من النفاق والرياء و جارنا إلى دهاليز مظلمة تضل فيها عن الطريق ، كما أن المبالغة في الصراحة قد توقعنا بيروحوا الوقاحة بما نقوله و تؤذي به مشاعر الآخرين وقديما قالوا (إن  من الصراحة وقاحة ).
فنحن في كثير من أوقات حياتنا نعمد إلى الكذب عمدا ، فنكذب على أنفسنا بأن ندرس موادا لا نحبها فقط لأن هذا ما يريده الأهل او ما تقتضيه الواجهة الاجتماعية ، وبالتالي نختار مهنا لا نحبها ولا نحسن العمل بها ، ولاتناسبنا لنكسب قوت يومنا، نكذب كثيرا على أنفسنا حين نظهر اننا لا نحتاج إلى الحديث ، واننا نكتفي بالصمت ونجد فيه ضالتنا.نعم نحن نكذب و نكذب ولا نجد في ذلك سوءا قط بل نجده منتهى الحكمة ، فقد وصلنا إلى مرحلة الكذب المباح  حين ندعي أن إعلامنا صاحب الكلمة الحرة فنحن نكذب مازال الإعلام يصدر لنا الفكر التي يرتديها والقضايا التي يتبناها ضاربا عرض الحائط بما يحتاجه الجمهور وما يجب أن يبثه للناس الصباح هذه صنعة المهنة تجميل الكذب وتيسيره.
مازلنا نسكت عن الكثير والكثير من القضايا في الدين والسياسة و والحب والزواج وغيرها من امور الحياة ، وأحيانا نكذب كذبة كبيرة بمقتضاها اننا نعرف كل شيء ونؤمن بقضية ما ومن داخلنا نحن ننكرها بل ونتمنى الثورة عليها الا اننا نكذب أعود في كورونا هذه حتى نقع اسرى ل٧ا ومصدرها رغم أننا من صنعها ليس لقلة عقلنا ولكننا استعلام الفكرة الكاذبة فيتحول في جنباتها و اشعرنا أنفسنا بالأمان الزائف بي أحضانها،
فهل يجب علينا مصارحة أنفسنا أولا؟ وهل نحن اليوم في الوضع الذي نريده؟
هل نحن قادرون على الشعور بما نريد و فعل ما مبروووك اننا مازلنا في مرحلة الكذب الصباح؟
في الحقيقة اننا مازلنا نمارس الكذب على اولادنا فقررنا لهم أن دراسة المواد العلمية أفضل من المواد الأدبية والأنشطة والهوايات فخرج لنا جيل دارس متخصص وغير ناجح ولن اقول غير مبدع ، ان ردة فعلنا على طالب اختار القسم الأدبي لدراسته الثانوية تترجم كثيرا من سلوكياتنا  غير المقبولة تجاه اختياره الحر ، هل سنكون سعداء بداخله القسم العلمي ويفشل فيه او يحصل على مجموع مرتفع ويكون طبيبا او مهندسا فاشلا؟؟؟ ، علينا أن تتحرر من الكذب على أنفسنا وعلى أبنائنا ، كثير جدا من النساء في مجتمعنا يلوذون بالكذب هربا من واقعهم المؤلم ويخافون من شماتة الساكنين او حقد الحاقدين يكذبون بشأن حياتهم الخاصة او العائلية او مكانتهم الاجتماعية فقط يصنعون لأنفسهم هالة من الأفكار والحياة المثالية ويضعون أنفسهم بداخلها ولا يقولون بعد ذلك على المغادرة هؤلاء اعتمدوا ما يسمى بالكذب المباح ساعدهم على ذلك المجتمع بأفكاره وعاداته وتقاليده المتوارثة.وكثير من اطفالنا يصنعون لأنفسهم عالم من الخيال يعيشون فيه و يتمنون البقاء و عدم الخروج ، وأن كان لوأن كان لا يروق لهم في قرارة أنفسهم، فإلى متى ستعيش هذه الأكاذيب والى متى نهرب من عالمنا الحقيقي إلى عالم افتراضي ؟و هل هذا كذب أم نوع من التجمل مثل وضع المساحيق التجميلية والعدوان اللاصقة او حتى الشعر المستعار او ارتداء نظارات شمسية ونحوها ؟
اعتقد ان هذا نوع من التجميل او الكذب نحاول فيه إضفاء لمسة جمالية على حياة مكتظة بالمشكلات والهموم و التناقضات ، حياة يضجر فيها الأبناء من الآباء فيسرعون إلى حجراتهم الخاصة ثم إلى هواتفهم الذكية وغرف الشات ، فلا يجد الآباء أيضا مفرا الا الهروب لنفس المكان ولكن في غرف أخرى للشات نتقابل في المكان وتبتعد ولا نلتقي خلف شاشات الهواتف. ثم يجمل كل منا واقعة بالكذب المباح عن الأسرة والأبناء والبيت وليس لها في الغالب الا الاسم فقط .
السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو :إلى متى نعتمد الكذب المباح في حياتنا ؟  وهل من الممكن أن نشفى منه على اعتباره مرضا نفسيا ؟
و هل هو كذب أم تجميل للواقع؟

 
.
 
.
author-img

الإعلامي سـعيدبـدوي

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة