JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Home

لغة العيون.. هل تخدعنا؟


بقلم: هناء عبدالرحيم

كثير من الناس يجيدون نظم الحروف وانتقاء الكلمات الجميلة التي تداعب القلوب والعقول؛ فهم لديهم من المهارة والموهبة الشيء الكثير، الذي يجعلك تصل إلى مرحلة تكذيب النفس وإحساسها وتقع فريسة العبارات والكلمات الجميلة التي قد لا يريد صاحبها سوى الإيقاع بك في شباكه أو التلاعب بعواطف وإما قضاء بعض الوقت، ثم يولي مسرعا هربا.

وذلك فإن من الأفضل أن تميل إلى النظر في العينين عند كلام أحدهم فلا أريدك أن تأسرنا بحلو الكلام الدائر على لسانك ولا تعبيرات الوجه والإيماءات التي ترافق عذب الكلام بل دعني أنظر في عينيك فهما يجيدان التعبير وأقدر على الترجمة والتواصل، ثم إن هاتين العينين عندما تجدان من يجيد قراءة وفهم ما يعتبران عنه يكونان نعم المعين في انتقاء من تصادق وترافق بل ومن تحب وتعشق، فمن يجيد لغة العيون؟

يجيد لغة العيون تلك القلوب النقية الشفافة التي لم تدنسها الخيانة أو الحقد، ويجيدها كل من عرف من الإنسانية معناها، وأنها من الأنس والألفة وأنها من نسيان الزلات والتغاضي عن أخطاء البعض تجاهنا هذا التغاضي والتعايش سبب لاستمرار الحياة والقوة في مواجهة الأزمات.

يجيد لغة العيون أولئك الذين تسلحوا بإيمانهم بالله واستمدوا منه العون و السند، ثم قدروا نفوسهم قدرها فلم  يرهقوها بتوالي الانتكاسات وسوء الاختيار ، بل عززوا أنفسهم و حرروها من عبودية البشر.

يجيد لغة العيون كل من أعطى الأمور حجمها فلم يضخم الفأر ليجعل منه جملا ولا من ضخم البعوض فجعل منه نسرا، وإنما أعطي لكل أمر حجمه من الاهتمام أو التجاهل والنسيان.

يجيد لغة العيون أولئك الذين يقرأون ما يقال من كلمات وما لا يقال وما كان خافيا بين الأمرين فقراءة الكلمات التي يتحدث بها الغير لنا أمر هين لأنها واضحة وإن كنت لا تجيد فهم ما يقال لك فهذه كارثة فما بالك بما لا يقال!

تتعدد اللغات وتتنوع طرق ترجمتها ولكن تبقى لغة العيون هي اللغة الأسمى والأروع لأنها لا تخدع ولا ترواغ لغة العيون لغة واضحة وضوح الشمس.. فكم من حاقد يقابلك بعذب الحديث ورائع الكلمات وبيدبه من الورود والهدايا وعلى شفتيه ابتسامة!

 ولكن تنظر إلى لغة عيونه ربما تخبرك الكثير من المسكوت عنه، أطلق العنان لقلبك ولعينبك لتقرأ عيون من تقابله ربما غنمت من ذلك الكثير.
NameEmailMessage