JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

دحض الشائعات يعالج الأزمات


دحض الشائعات يعالج الأزمات


بقلم :عبدالباسط محمد 


عندما كانت السيارة تعبر جسراً، كان هناك رجلاً يسير على قدميه يريد أن يعبر للجهة المقابلة  فاصطدمت السيارة به. ماذا ستسمع ممن يحيطون بهذا الرجل فى اليوم التالى بشأن هذه القصة؟ لا ترهق نفسك كثيراً سأقول لك ما يمكن أن تسمعه. ستسمع قصة سئ الحظ الذي كان يريد أن يعبر للجهة المقابلة من اين أتى؟ والي اين كان ينوى الذهاب؟، وتسمع آخر يقول من أعماله الشريرة فعاقبه الله (من عمله الأسود)، ويقول ثالث حدث ذلك نتيجة حالة السُكر التى كان بها هذا الشخص، ويتحدث رابع قائلاً أن هذا الرجل ذهب منتحراً فألقى بنفسه أمامها، وعلى الرغم من أن أولئك الذين يتحدثوا ويفسروا هذه الواقعة، يعلموا أن السبب الرئيس فى حدوث التصادم، يكمن فى عدم إلتزام سائق السيارة بإشارة المرور المُعلنة وأن كل تفسيراتهم سيقت دون الإستيثاق من صحتها.
 وهنا يسارع إلى الذهن تساؤل محورى وهو لماذ لم يتحدث الناس بشأن السبب الحقيقى للواقعة؟ نقول أن السبب الرئيس لا يمكنه أن ينسج قصة، فنحن منجذبين أكثر للحكايات، بغض النظر عن مدى منطقيتها وصحتها، لذا نلوي كل الحقائق من أجل أن تتسق في قصة ذات معني يكون بطلها المتحدث.
ما حملته الفقرة السابقة من معانى ما إلا أمثولة بسيطة، قدمنا بها لندلل لمعنى الشائعة والذى يُشير إلى أخبار واهية، يوقد شراراتها الأولى شيطان، فتبدأ بالإشتعال وتصيب نيرانها الخائنة المجتمع بكامله. وتتصاعد ألسنة نيران الشائعة، حينما يتداولها الحمقى والجاهلين فهم أشد فتكاً ممن صنعها. وإنطلاقاً من القاعدة التى تقول أن لكل معلول علة، فأن لكل شائعة مآرِب من ورائها من أهمها،  حينما يشعر الشخص بنقص شديد، وأنه أقل قيمة من غيره ولا يلتفت إليه أحد، يريد أن يسلط الضوء على نفسه بزعمه أنه يحتكر كل ما هو جديد وفريد فيبدأ بإثارة المزاعم على أنها حقائق.
يؤسف أن هذا النموذج من الشياطين، صانعى الشائعات متجذر علي نحو عميق في غير المتعلمين والمتعلمين أيضاً! يحق لك أن تندهش، فأنا اختتمت هذه الجملة بدهشة مثلك وهي كيف لمتعلم أن يتحدث فى أمور دونما أن يمتلك المصادر التى تدعم صحة حديثه. هنا نستطيع أن نقر وبإطمئنان شديد أنه ليس كل متعلم مثقف فالتعليم يمحو الأمية لكنه لا يمحو الجهل.
  وثمة صلة وثيقة بين الشائعات والأزمات، كما أشرنا بذلك فى عنوان المقال، فالأولى تصنع الثانية، أو بمعنى أكثر دقة عندما يوقد الشيطان شرارة الشائعة، تبعث نيرانها بكم من الأسي والخوف والكراهية في نفوس المجتمع، الأمر الذى يترك أثراً سالباً على سلامة وإستقرار المجتمع وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة.
لذا وجب على أولئك الشياطين، أن يكفوا عن صناعة الأراجيف الكاذبة، والإتهامات الباطلة التى من شأنها أن تكدر السلم العام وتفسد المجتمع، وعلى الحمقى والجهال أيضاً أن يتوقفوا عن نشرها وأن يستقوا المعلومات من مصادرها الرئيسة، "فلا يمكن للحماقة أن تتحول إلي حقيقة لأن كثير من ناس يزعمون أنها حقيقة". وأخيراً ينبغى الإشارة إلى الدور الهام الذى يطول عاتق المؤسسات الدينية والتعليمية فى التهذيب والتوعية والتنوير.

الكاتب/ عبدالباسط محمد ربيع عبدالباسط 
مُعيد بكلية التجارة جامعة بنى سويف
دحض الشائعات يعالج الأزمات

alkhabralmasry7

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة