كتب: أيمن بحر
تصاعدت نيران الاحتجاجات فى أمريكا بسبب مقتل جورج فلويد ، الأمريكى الأسود الأعزل ذو الأصول الأفريقية على يد شرطي أمريكي أبيض، لليوم السادس على التوالى.
وملأت الشوارع حالة استقطاب واضطرابات مدنية لم تشهدها أمريكا من قبل، ضد وحشية الشرطة والعنصرية الممنهجة.. عمليات غير قانونية خارج نطق الشرعية.. التمييز يؤدى الى وقوع ضحايا.. ترامب ألقى بالأئمة على اليسار المتطرف.
وأكد الخبراء أن اليمين المتطرف يؤجج العنف.. والمطلوب ردود أفعال مدروسة للأزمة، استقطاب حاد بين ترامب ومعارضيه بشأن الاحتجاجات ضد العنصرية.
ذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس الأمريكى ترامب انتقد رد فعل حكام الولايات الأمريكية على الاحتجاجات ضد العنصرية، فيما ندد المرشح الديمقراطي جو بايدن بنهج الرئيس فى هذه الأزمة فى وقت خرج فيه باراك أوباما عن صمته بشأن هذه القضية.
دعا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس الاثنين، حكام الولايات إلى اتخاذ موقف أكثر صرامةً تجاه الاحتجاجات ضد العنصرية التى تجتاح البلاد، مؤكدا أن ردهم الحالى يجعلهم يبدون ضعفاء.
وقالت محطة (سى.بى.إس) التليفزيونية نقلا عن تسجيل صوتى حصلت عليه للمكالمة عليكم السيطرة، إذا لم تسيطروا على الوضع فإنكم تهدرون الوقت.. سيسحقونكم وستظهرون كمجموعة من الحمقى.
وقالت سى.بى.إس وصحيفة نيويورك تايمز إنه حث حكام الولايات على القصاص وأن ينفذوا اعتقالات شاملة وأن يصدروا قوانين ضد حرق العلم.
ولم يرد ممثلو البيت الأبيض فورا على طلب التعليق على الاتصال الذى تم بعد أن شابت أعمال العنف التظاهرات السلمية على وفاة جورج فلويد وهو أسود أعزل بعد أن ألقت الشرطة القبض عليه فى مدينة منيابوليس الأسبوع الماضى.
وقالت عدة وسائل إعلام إن حاكم ولاية الينوى الديمقراطى جيه.بى بريتسكر قال لترامب إن كلامه يزيد من سوء وضع متفجر وإن رد ترامب الجمهورى عليه كان غاضبا.. ولم يدل ترامب ببيان علنى رئيسى منذ وفاة فلويد فى الأسبوع الماضى.
وندد المرشّح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن بنهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومشاكل العنصرية واللآمساواة التى تنخر الولايات المتحدة، وذلك خلال لقائه مسئولين دينيين وسياسيين سوداً بعد وفاة جورج فلويد.
وقال بايدن إن الضمادة نُزعت بفعل الجائحة وهذا الرئيس فى إشارة إلى فيروس كورونا الذى يحصد وفيات أكبر لدى المصابين السود فى بعض المناطق الأمريكية وإلى تصريحات سيّد البيت الأبيض حول الأقليات.
وقال نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لا يمكن لأحد بعد الآن أن يدّعي أنه لا يعرف ما الذى يحصل وذلك خلال تجمّع نظّم داخل كنيسة فى مدينة ويلمينجتون التى يقيم فيها والواقعة فى ولاية ديلاوير.
وتابع بايدن إن الحقد يختبئ ولا يزول، وعندما ينفخ من فى السلطة فى الحقد الكامن تحت الصخور، يخرج هذا الحقد، مضيفا أن ما يقوله الرئيس (ترامب) يدفع الناس إلى تفجير غضبهم.
وأشار بايدن البالغ من العمر 77 عاما إلى أن التصريحات التى أطلقها ترامب بعد مواجهات وقعت فى تشارلوتسفيل خلال أغسطس 2017 بين جماعات تفوّق العرق الأبيض ومتظاهرين مناهضين للعنصرية واعتبر فيها أن هناك "أشخاصا ممتازين في صفوف الجانبين.
ودهس حينها أحد أتباع نظرية تفوق العرق الأبيض عمدا بسيارته تجمعا مناهضا، ما أدى الى مقتل امرأة.. وأعلن بايدن خلال اللقاء أنه سينشئ لجنة لمراقبة الشرطة فى غضون 100 يوم من بدء ولايته إذا ما فاز بالرئاسة فى 3 نوفمبر في مواجهة ترامب.
وأصدر الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما بيانا بشأن الاحتجاجات، داعيا المتظاهرين إلى توجيه غضبنا المبرر إلى عمل سلمى ومستدام وفعال.
وقال أول رئيس أمريكى من أصول أفريقية إنه يتعين على المواطنين أن يرفعوا الوعى بشأن الظلم بما فى ذلك من خلال الاحتجاجات وأن يقوموا بترجمة هذا الوعى الى زيادة الإقبال فى الانتخابات وانتخاب مسئولين حكوميين يستجيبوا لمطالبنا واعترف أوباما أن التظاهرات جاءت ردا على قضايا عالقة منذ فترة طويلة لم يتم حلها من جانب المسئولين الذين تم انتخابهم مدينا فى الوقت نفسه أعمال العنف والنهب.
وقال أوباما إن موجات الاحتجاجات فى مختلف أنحاء البلاد تعبر عن إحباط حقيقى وشرعى إزاء الفشل المستمر على مدى عقود لإصلاح ممارسات الشرطة ونظام العدالة الجنائية الأوسع فى الولايات المتحدة.
وأكد أوباما أن هناك حاجة الى الاعتراف بالدور المستمر المؤدى للتآكل الذى تلعبه العنصرية فى مجتمعنا والقيام بإصلاحات لمعالجة هذا، مشددا على الحاجة إلى تغير حقيقى.
وأضاف أوباما: يجب علينا أن نتحرك لزيادة الوعى وعلينا أن ننظم أنفسنا وندلى بأصواتنا للتأكد من أننا ننتخب مرشحين يعملون على الإصلاح.
