كتب: أيمن بحر
قرر ترامب عقد مؤتمر لحملته الانتخابية، ما أثار احتجاجا أجبره على تأجيل المؤتمر لليوم التالى.. ليس التاريخ فقط لكن أوكلاهوما بها أسوأ حادث عنصرى عام 1921، دمرت عصابات البيض جزء من المدينة كانت مملوكة لأشخاص ذوى البشرة السوداء.. وأسفرت عن مقتل 300 شخص.. ولم ترحب أهالى المنطقة بترامب.
وفرضت المدينة حظر تجوال فى مكان احتفال ترامب.. لهذا لا أستعمل كلمة عنصرية النقاش حول العنصرية يخفى حقيقة المشكلة تقول مستشارة الهجرة فى ميونيخ جين مارى سيندانى.. لكن ما المشكلة الحقيقية إذاً التى تواجه المهاجرين والآخرين المختلفين إن لم تكن العنصرية؟! يثق بها اللاجئون فى مدينة ميونيخ.. إذ تعرف مستشارة الهجرة فى منظمة مالتيزر جين مارى سيندانى معنى الاستبعاد، كونها من الكونغو.. بحسبما تقوله فهى تتعرض للمعاداة بشكل يومى.. سيندانى تروى تجربتها فى مقابلة مع وكالة الأنباء الكاثوليكية (كونا).
السيدة سنداني كيف ترين الجدل الحالى حول العنصرية الناجم عن قتل جورج فلويد في الولايات المتحدة؟
وقال سينداني: النقاش مستمر منذ 500 عام على الأقل والجدل ليس جديدا على الإطلاق هذه المشكلة ترافقنا نحن الأفارقة طوال حياتنا خارج أفريقيا.
وسيندانى: العنصرية جزء من حياتنا اليومية لا يمر يوم بدونها.. مع الفريق الذى أعمل معه الآن لاتظهر العنصرية إلا نادرا.. على سبيل المثال فى عملى السابق كنت أعامل كما لو لم أكن زميلة بل عدوة يجب محاربتها.. جعلوا من الواضح بالنسبة لى أنهم لا يريدوننى هناك ولا يجب أن أكون بينهم.. فى وظيفتى السابقة فى فورستنفيلدبروك (بلدة تقع فى شمال مدينة ميونيخ) كانوا يقاطعوننى باستمرار ويزعجونني فى منتصف الاستشارات إهانة واستفزازا من الزملاء ومن العملاء.
ومع ذلك أو على وجهى التحديد لهذا السبب ترغبين بتأدية عملك بشكل أفضل.. يجب أن تكونى سعيدة بسماع الثناء من الآخرين، على سبيل المثال من مسئوليك.. تم تفتيش جورج فلويد من الشرطة بسبب لون بشرته، هذا يعنى تنميطاً عرقياً لماذا لا تزال هناك طريقة للتفكير فى أن السود يعتبرون أكثر إجرامية؟. سيندانى: السود فى الولايات المتحدة ليسوا مجرمين أكثر من غيرهم وهؤلاء المجرمون يدخلون غالباً عالم الإجرام بسبب ضعف تعليمهم وإمتدت هذه المشكلة عبر الأجيال. إذ يتعرض الأمريكيون الأفارقة بشكل كبير للإقصاء والظلم والتمييز المؤسسى، فالشرطة تستهدفهم فقط بسبب لون بشرتهم..
سيندانى: كثيرا ما يأتى إلى الآباء يبكون قائلين، إن أطفالهم لم يعودوا يرغبون فى الذهاب إلى المدرسة بسبب التنمر نتيجة لون بشرتهم.. يجب على الأطفال السود فى أوروبا أن يكافحوا أكثر فى المجتمع، هذا صعب أيضا على البالغين الذين نشأوا فى أفريقيا، لأنهم لا يعرفون العنصرية فى بلدهم، ومن ثم تنتقل الى بلد يخبرك الناس فيه أنك لا شيء ولا يمكنك فعل أى شيء.. لذلك أرى مرارا وتكرارا فى عملى مع اللاجئين أن قوات الأمن فى شرق أوروبا تستخدم العنف ضد الأفارقة بسبب لون بشرتهم.. سينداني الاختلاف أمر طبيعى كل شيء وكل شخص مختلف، حتى التوائم بينها اختلافات أنا لا أتحدث عن العنصرية أبدا.. هذا مجرد هراء لا توجد أعراق بشرية على الإطلاق، النقاش الدائر يخفى حقيقة المشكلة.
يجب على المرء وصف المشكلة على ما هى عليه: أى اللاإنسانية وهى مرض منتشر فى المجتمعات.. الاستعباد لا يتم ضد العرق، ولكن ببساطة ضد الناس.. أنا لا أذهب الى تظاهرات ضد العنصرية، ولكن إن كانت ضد اللاإنسانية فسأكون هناك على الفور.
وأكد سيندانى: علينا تغيير الوعى.. فى التربية يجب علينا زرع عقلية الاختلاف أمر طبيعى.. ثم يتعين علينا إدراك ذلك فى حياتنا مثلا في وسائل الإعلام لا نسمع إلا الفقر والمشكلات عندما يتعلق الأمر بأفريقيا لكن نادرا ما نسمع عن إنجازات الناس هناك.. جميع السيارات والهواتف الخلوية والتكنولوجيا التى نستخدمها هنا موجودة فقط لأن أفريقيا قدمت شيئا بالمقابل.. فى الكونغو، على سبيل المثال لا يذهب الأطفال إلى المدرسة لأنهم يضطرون للعمل فى صناعة التعدين.