JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Accueil

أوداعا رمضان ..ام لقاء




بقلم: حسين الحانوتى
..
ايام وسنين تمضي من العمر وتترك ذكريات فها هو الامس القريب الذي عشناه ولن يعود ترك ذكرياته محفوره في اعماق العقل الباطن لكل منا ويالها من ذكريات تختلف بواقع كل شخص فالايام تمر وقطار العمر يمضي بنا و يسير سواء رضينا ام ابينا ليقترب من محطة نهاية كل راكب فيه
ذلك القطار يمر بمحطات عده وكل محطه ينزلها روادها وهي ليست نهايةرحله القطار بل هي نهاية ايامه في دنيا الحياه ليبدأ مرحلة حياة البرزخ الابديه وليبدا القطار في الرحيل بمن فيه من محطه لاخري كي يصل النهايه وقد قل عدد ركابه في اخر محطه.. ويستدير لياتي بغيرهم كما تفعل دنيا الحياه
خلال رحلة القطار تجول الذاكره في ذكريات الامس من ايام شهر رمضان المعظم ذلك الامس الذي كنا فيه اطفالا تلهو بنا الحياه نتعلم فيها كيف نصوم والي متي ولماذا ونتخيل كم انتظرنا علي شوق اذان المغرب وكم سهرنا وثقلت رؤوسنا وتمايلت من السهر لانتظار صلاة الفجر وكم انتظرنا هذا الرجل الغريب الذي ياتي من بعيد حاملا الطبله ينقر عليها نقرات معروفه وكلمات ومووايل موروثه بل وايات قرانيه واحاديث محفوظه انه المسحراتي الرجل الذي كنا ننتظره من العام للعام كي نمشي خلفه ونردد ما يقول ونلف شوارع القريه وكلما مررنا بشارع يخرج اطفاله ليزيدوا الجمع ويكملوا المسيره حتي اذان الفجر لنعود بفوانيس منطفئه شماعها لتجهيزها لليله قادمه
روحانيات اختلفت مع نضوج كل منا وكبر سنه فمن كان يمشي خلف المسحراتي الترم البيت احراجا وكسوفا وتغيرت شعائر وقته فاصبحت للذكر والقرأن والصلاه لتشهد مسيرة المسحراتي اجيالا اخري لتسلمها لمن بعدهم..
كم كانت التراويح متعه ونحن اطفال وكم لهونا خلف المصلين حتي حان الوقت واخذنا مكانا في صفهم لنكمل مسيرة السن ووقار الشباب حتي الان فبالامس كنا اطفالا ليس علينا من المسؤليه ولا التكليف ما تنوء به النفس بل كانت مسؤليتنا في رقاب اباؤنا الذين زرعوا في نفوسنا توقير وتعظيم الشهر الفضيل بالتسبيح والصلاه وقرأة ايات الذكر واخراج الصدقات اليوم قد نزل اباؤنا من رحلة القطار عليهم رحمات من الله وبوئهم جنات الخلد تاركين ايانا كل للمسؤليه لنقوم بما قاموا هم به في ازمنة مازالت حلاوتها تهفوا وتمر كحلم يراه نائم
ياله من زمن ضم انفس مطمئنه وسرائر بيضاء راضيه وارواح نقية ذكيه كم تشتاق النفس للحظات منها وكم ترسم امام الاعين لوحات لها فها هي امي تطهو من الطعام انواع علي عجله قبل ان يؤذن الموذن معطيا الاذن بالافطار وها هو ابي آتيا من حقله متوضئا منتظرا الاذن بالصلاه قبل ان يضع تميرات في فمه ليشق صيامه بسنه من سنن النبي المختار
يالك من شهر تختلف فيك الانفس والارواح وتبيض فيك قلوب غطي عليها غبار التعاملات علي مدار العام فمنذ اول يوم فيك تشعر وكأن ملائكه نزلت الارض مكان البشر لتختلط بامر ربها مع ملائكة ليلة القدر ذاكرين لله حامدين شاكرين حتي مطلع الفجر
يالك من شهر ينتظره صفوة القلوب لتصعد بنقائها الي درجة الاولياء وبصفائها الي منزلة الملائكة كي تمحو بالطاعه ما اقترفته من ذلل وبالتضرع ما جنته من ظلم وبالخوف والرهبة من الله ما حصدته من رياء وتكبر وبالدعاء ما وعته اثم
لست ادري ونحن في ليلة القدر التي اصطفاها الله وفضلها بالف شهر أأقول وداعا ونحن علي مشارف الوداع ام اقول لقاء وليس منا من يعرف متي يتوقف قطار عمره لينزل محطة النهايه..
author-img

الإعلامي سـعيدبـدوي

Commentaires
    Aucun commentaire
    Enregistrer un commentaire
      NomE-mailMessage