كتبت: آية محمد
ولد الفنان حسن حسني في 15 أكتوبر عام 1931، وتوفي فجر اليوم السبت 30 مايو 2020، إثر أزمة قلبية مفاجئة، داخل مستشفى دار الفؤاد بمدينة 6 أكتوبر.. تاركا وراءه مشوارا فنيا طويلا وبصمة مميزة، صانعا بسمة وبهجة لا تنسى بقلوب جمهوره ومتابعيه.
وكان الفنان المصري الراحل حسن حسني من أكثر الممثلين نشاطا وحضورا.. وقدم أكثر من 4900 عملا ما بين مسرح وتليفزيون وسينما مما جعلهُ أحد أكثر الفنانين تمثيلا في تاريخ السينما المصرية.
حسن حسني ومسيرته الفنية
وأصبح حسن حسني في الستينيات، عضوا في فرقة المسرح العسكري التابعة للجيش، وقتها لم ينتبه إلى أنه سوف يكون ممثلا لشريحة معينة من الناس هم فقط من الجنود والضباط وأحيانا عائلاتهم، حيث كان يقدم عروضه على مسرح المتحدين للضباط وأسرهم في شهر رمضان، وكان ما آلمه في تلك الفترة عدم وصولهِ إلى الجماهير على نطاق واسع، مما سبب لهُ أزمة شاركهُ فيها الفنان المبدع الراحل حسن عابدين، حتى صدر قرار بحل المسرح العسكري عقب هزيمة عام 1967، وقتها شعر الاثنان بالانفراج، ليبدأ كل منهما رحلة البحث عن فرصة لإظهار الموهبة.. وقال حسن حسني عن تلك المرحلة: "لولا حل المسرح العسكري لظللنا أنا وحسن عابدين خارج دائرة الضوء".
وشارك حسن حسني في نهاية السبعينيات بمسلسل "أبنائي الأعزاء شكرا" الذي اشتهر باسم "بابا عبده" مع الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، من خلال شخصية الموظف الفاسد المرتشي، وهو الدور الذي عرفته الجماهير من خلاله، على الرغم من حجم الشر الذي جسده فيه.
وفي بداية الثمانينيات فتحت استوديوهات الإمارات أبوابها أمام النجوم المصريين، وكان من بينهم حسن حسني، الذي صور أعمالا كثيرة لا يذكر هو نفسه عددها، وعرضت في دول الخليج بكثرة؛ حتى أطلق عليه أصدقاؤه لقب "الممثل الطائر" نظرا لكثرة تنقله بين استوديوهات دبي والخليج؛ لتصوير العديد من الأعمال الفنية.
عاد حسن حسني للمسرح في منتصف الثمانينيات، عندما قدم مع فنانة المسرح المعتزلة سهير البابلي ومع صديق عمره الفنان حسن عابدين مسرحية ع الرصيف، التي دعمت نجوميته لدى الجمهور المصري والعربي على حد سواء.. وقدم أيضا في عام 1985 المسرحية الكوميدية اعقل يامجنون مع الفنان الكوميدي الكبير محمد نجم.
وبدأ حسن حسني دخول السينما بدور صغير في فيلم الكرنك مع المخرج علي بدرخان عام 1955، إلا أن دوره في فيلم سواق الأتوبيس إخراج عاطف الطيب، وكان علامة فارقة في حياتهِ الفنية، وسلط الأضواء عليه كممثل قادر على أداء أدوار الشر بشكل جديد.
وكان عام 1993 عاما مميزا في تاريخ حسن حسني الفني، ففي الوقت الذي سافر فيهِ إلى لبنان وسوريا لعرض مسرحية "جوز ولوز" التي كان يشارك في بطولتها، كانت لجنة تحكيم مهرجان السينما الروائي في القاهرة، قد أعلنت عن فوزهِ بجائزة أحسن ممثل.. وبعدها فاز حسن حسني بجائزة أحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم فارس المدينة.
وبدأ حسن حسني مرحلة جديدة في منتصف التسعينيات بكثرة مشاركته في أفلام الشباب التي بدأت في تلك الفترة، إلى الحد الذي قال عنه البعض أنه بمثابة شهادة الأيزو لتلك الأفلام التي لا تخلو من وجودهِ فيها، بدءا من أفلام محمد هنيدي وانتهاء بأفلام حمادة هلال.
الكوميديا في حياة حسن حسني
تمثل الكوميديا محطة رئيسية في حياة حسن حسني الفنية، وقال عنها: "أحب الكوميديا الخفيفة المعتمدة في الأداء على الموقف، وهذا أحد أسباب مشاركتي الشباب تلك الأفلام الكوميدية".
وقال الناقد مصطفى درويش عن كوميديا حسن حسني: "صاحب قدرة فائقة على رسم الابتسامة الهادئة على الشفاه.. ووجوده مع شباب الكوميديا يعد مكسبا كبيرا لهم، ويوفر لهم القدرة على التعلم غير المباشر دون حساسية".
ولقبه خيري بشارة ب"المنشار"؛ نظرا للكم الكبير من الأعمال والأدوار التي شارك فيها؛ لدرجة أنه قدم 4 مسلسلات في رمضان دفعة واحدة في إحدى السنوات.
وأصبح الفنان الراحل حسن حسني ، بطلا لأفلام الشباب الكوميدية في آخر 10 سنوات، فلم يترك فيلما جديدا إلا وشارك فيه مع الوجوه الشابة الذين تعلموا منه الكثير أثناء وقوفهم أمامه.