كتب: أيمن بحر
فسر رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي، حالة الاتحاد على وقع الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي، مؤكدا أن ترامب يعدد فى خطاب الأمة الإنجازات التى حققها حسب رأيه منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة.. وزعيمة المعارضة مزقت ورقة الخطاب، وهي خطوة غير مسبوقة تظهر عمق انقسام المشرعين الأمريكيين تجاه ترامب.
وقبل 9 أشهر من الانتخابات الرئاسيّة أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء 5 فبراير الجاري، فى خطابه حول حال الاتحاد أمام الكونجرس أنّه وفى بالوعود التى قطعها، مشيدا بقوة الاقتصاد ومحاربة للإرهابيين.
وقال ترامب: خلافا لكثيرين قبلى أنا وفيت بوعودى فيما كان الجمهوريون يقاطعونه تكراراً بالتصفيق والوقوف مرددين الولايات المتحدة، الولايات المتحدة فى المقابل كان الديموقراطيون المعارضون يجلسون صامتين.. وشدّد ترامب فى خطابه على العودة الكبرى لأمريكا وعلى النجاح الاقتصادى الكبير للولايات المتحدة.
وقال الرئيس الأمريكى: لقد نجحت استراتيجيتنا متحدّثًاً عن اتفاقاته التجاريّة الأخيرة مع الصين وكندا والمكسيك.. كذلك دافع الرئيس الأمريكي عن سياسته الخارجيّة ودعمِه للمعارض الفنزويلى خوان جوايدو الذى تعترف به الولايات المتحدة وأكثر من خمسين دولة رئيسا موقّتا لفنزويلا.
وقال ترامب أمام الكونجرس الأمريكى إنّ طغيان الرئيس الفنزويلى الاشتراكى نيكولاس مادورو سيتمّ تحطيمه واعتبر أنّ مادورو زعيم غير شرعى طاغية يُعامل شعبه بوحشيّة، مشدّدا على أنّ قبضة مادورو سيتمّ تحطيمها وتدميرها.. وكان جوايدو من بين ضيوف الشرف الذين تمّت دعوتهم لحضور هذا الخطاب الرئاسى التقليدى.
ولم يُركّز خطاب ترامب كثيرا على السياسة الخارجية ولم يأت على ذكر كوريا الشمالية.. لكن ترامب لفت سريعا فى خطابه إلى مواجهته مع إيران وخطّته للسلام فى الشرق الأوسط مؤكّدًا من جهة ثانية عزمه على إعادة الجنود الأمريكيّين من أفغانستان.. وفيما يتعلق بإيران ركّز ترامب على حملته للضغط على النظام الإيرانى وعلى الضربة التى أمر بشنّها الشهر الماضى وأدّت إلى مقتل الجنرال الإيرانى قاسم سليمانى.
وقال الرئيس الأمريكي بسبب العقوبات القوية التى فرضناها، فإن أداء الاقتصاد الإيرانى سيّئ للغاية.
واللافت للنظر أنه لم يتطرق إلى محاكمته أمام مجلس الشيوخ كما فعل سلفه الديمقراطي بيل كلينتون فى خطابه السنوى الكبير عام 1999.. كما أنه تجنّب مصافحة رئيسة مجلس النوّاب الديمقراطيّة نانسى بيلوسى التى قامت بدورها بتمزيق خطاب الرئيس الأمريكى ما أن انتهى من إلقائه.
وغردت زعيمة الحزب الديمقراطى على حسابها بموقع توتير: ما رأيناه هذا المساء من مظاهر مجانبة للحقيقة يجب أن يصبح دعوة للتحرك بالنسبة لأولئك الذين ينتظرون الحقيقة من الرئيس ومن سياسته التى ترقى الى مستوى وظيفته ويستحقها الشعب الأمريكى ويأتى خطابه الى الأمة عشية تبرئة شبه مؤكّدة أمام مجلس الشيوخ حيث يُحاكم بتهمة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونجرس.. كما أنه جاء فى ذات اليوم الذى انطلقت فيه الانتخابات التمهيديّة ومنى بها الحزب الديموقراطى المنافس فى مهدها بولاية أيوا، بفشل تنظيمى مدوّ أتاح لترامب له البقاء تحت الأضواء.