JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

الفيس والنفوس



بقلم: حسين الحانوتى 

في البداية يجب ألا ننكر أن النفوس قد تغيرت ومبقتش زي زمان.. مش هنقول الحالة الاقتصادية ونرمي تراجعنا -مش عاوز أقول تخلفنا وتعب نفوسنا- على الظروف والدخل وقلة الزاد وقصر اليد لأن مرت أوقات وأزمنة على ناس يادوب في بيوتهم عشا وأكل الليلة.. وكل أملاكهم معزة أو خروف أو ناقة والغني شويه كان عنده فرس أو ناقة ودا قمة الغنى لإنسان الطبقة المتوسطة اللي كانت بتعمل تعادل للمجتمع. .  في الوقت ده.. وعلى الرغم من شظف العيش وحر المعيشة كانت النفوس طيبه والجيرة حلوة ومعاملة الناس مع بعضها فيها أصول وتعاون ورفق مكنش قلوب حاقدة وسودة ومليانة غل ومشحونه بدون أي سبب.

ورغم كده ظهر في الأوقات دي فقهاء وعلماء وأطباء ومهندسون وقادة خرجوا من قمة الفقر.. وحتى الآن تدرس كتبهم وتترجم في أكبر جامعات العالم .... وقتها مكنش فيه راديو أو تليفزيون أو تليفون عليه نت وفيه فيس وواتس واتصال فيديو ينقل الحدث وقت وقوعه.. مكنش طيارة ولا غواصه ولا قمر صناعي بالعلم الحديث ينقل أخبار العالم زي عصر السرعه اللي احنا فيه حتى أن فتوى الفقيه كانت تنقل من قرية أو مدينة في نفس البلد لقرية أو مدينة أخرى في شهور.. مش زي دلوقتي في لمح البصر تنقل الفتوى بل الحدث أو الاكتشاف العلمي في نفس الوقت بل تجرى العمليات للمرضى من دوله في أطراف العالم لمريض في دولة أخرى تبعد مئات الالاف من الأميال في نفس الوقت ....بل أصبحت حرب السيف والرمح والنبل بقنابل وصواريخ موجهه تمحي بها بلاد حتي تدوين البيانات وحفظها اختلف فبدلا من أرشفتها يتم الآن مغنتطها وحفظها.

كل شيء اختلف حتى الحالة النفسية للإنسان العادي وأيضا الميسر حالا ما كانت له إلا الدواة والريشة ليصف وينقل بهما حزنه ونفسيته على ورقة يحتفظ بها.. كانت الحياه بالنسبه للجميع سهلة في غياب الحضارة والمدنية.

اليوم أصبح كل شيء مشاعا.. مبقاش يكتب ويحفظ في ورقه زي زمان بقي الفيس بوك وسيلة وصف الحالة النفسية الأكل الشرب المشاكل كل شيء لكل شخص الفرحة ..الحزن.. أكل اليوم.. المشاكل الزوجية إن لم تكن العلاقة ما بين الزوجين.. اليوم أصبحت نفسية كل إنسان مكشوفة وكتابا مفتوحا على صفحات الفيس.. فالفلاح يصف حال غيطه ومواشيه والطالب يشكو حال دراسته وامتحانه والعامل يصف حال عمله وصعوبة رزقه.. ناهيك عن الموظف الذي تختلف أحواله عن الجميع.. فليست المواصلات او المصاريف او حالته الماديه او الوظيفيه بل امتدت إلى التراشق بالألفاظ ما بينه وبين زملائه بل والله بينه وبين مديريه.. كل يرى أنه أحق من غيره واصبحت صفحات الفيس وسيله لارسال رسائل نفسيه مقصودة يرد عليها بنفس الطريقه لمن يفهمها ويفهم انها موجهة إليه في ظاهرة فجة، لم نشهد مثلها من قبل.. حاله نفسية سيئة خلقها جو الفيس رغم أن الأفضل ما صنع له من عرض معلومات وتبادل أفكار إن كان غرضه كذلك أو وظفناه نحن لذلك واستخدمنا مميزاته وتركنا مساوئه.. الموظف أو صاحب عمل في مكان ما بقي يكتب باستعارة ما تخفيه نفسه تجاه رؤسائهم.. ويرسل بالتشفير او الإشارة الموجهة المقصودة مكمون نفسيته عن رضاه أو نقمته على عمله وما يتعرض له.. 

لذا كان وجوبا على علماء النفس البحث في صفحات فيس بوك لاكتشاف الأمراض النفسية الجديدة التي خلقها الفيس وأسبابها وكيفية علاجها وإن وجب إصدار توصيات يجب تفعيلها حتى لا نجد أنفسنا يوما ما نحارب الفيس نفسه لأنه لم يجد إجابة للرسائل النفسية المرصودة والموجهة.. 
فالفيس اليوم أصبح لغة النفوس.
الفيس والنفوس

غير معرف

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة