JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Home

قصة كفاح/ سمر تتحدى الإعاقة وتحقق أهدافها.. لم يمنعها الكرسي المتحرك من نيل الماجستير.. وتحضر حاليا الدكتوراه في القانون الدولي الخاص



كتب: عبدالله طارق

تحدت "سمر عبد المحسن عبدالباقي حسين" 25 عاما، الطالبة بكلية الحقوق، من أبناء محافظة بني سويف، إعاقتها التي ظهرت عليها مؤخرا، واستطاعت تحقيق أهدافها؛ لتضرب أروع مثل في الكفاح لبنات جيلها.

ولدت سمر طبيعية جدا، لكن عندما وصلت لسن 3 أعوام جالها شوية سخونة زي أي طفلة في سنها، لكنها أثرت فى الأعصاب وشخصها الأطباء بحالة ضمور عضلات ونقص كالسيوم في النخاع الشوكي.

سمر كانت بتمشي لغاية سن 12 سنة بس كانت بتحتاج تسند على حد، ومن بعد السن ده حالتها اتدهورت وأصبح صعبا عليها المشي تماما.

سمر جابت مجموع كويس في المرحلة الإعدادي ورغم أنها عانت في بعض الأوقات من بعض الناس اللي حاولوا يهبطوا من معنوياتها ويقللوا من قدراتها إلا أنها حاربت بكل قوتها ودخلت ثانوية عامة، وذاكرت وتعبت كتير جدا، واعتمدت على نفسها اعتمادا كليا.

كانت بتروح المدرسة كل يوم، مش بس كده دي كمان اختارت القسم العلمي وحصلت على مجموع 80%.

وهنا كانت صدمة جديدة لسمر لأنها بكده مش هتقدر تدخل الكلية اللي اتمنيتها أحبطت ويئست، ولكن قاومت
وعافرت بإرادتها من جديد، ورضت بكل إيمان بقدرها اللي اختاره ربنا ليها من حبه لها.

وكملت سمر دراستها ودخلت كلية الحقوق جامعة بني سويف.. وأصرت كمان على أن تثبت نفسها فيها، فكانت بتروح كل يوم وبتحضر كل المحاضرات.. وشهد لها الدكاترة بحرصها الشديد وسعيها للتفوق بكل ما أوتيت من قوة ودعموها، وربنا رزقها كمان بأصحاب جدعين زيها وقفوا معاها وجنبها لحد ما أخدت الليسانس عام 2016، سمر جابت بكرة بإيديها لحد عندها.

كملت بعد الليسانس دراسات عليا وحصلت بالفعل على دبلومتين، واحدة في القانون الدولي والتانية في القانون العام ( ما يعادل ماجستير ) وبكده تكون حصلت على الماجستير في 2018م.

 طول الفترة دي سمر ماكنتش بتستخدم الكرسي المتحرك، وكانت رفضاه لعدم الوعي الكافي من بعض الناس اللي حواليها، وطبعا الفترة دي كلها كانت تاعبة والدها جدا، لأنه هو اللي كان بيشيلها ويوديها ويجيبها.

سمر بتوصف والدها وبتقول ( والدي كان كل الفترة دي هو رجلي وإيدي وكل حاجة )، قابلتها صعوبات وحواجز كتير جدا بس بفضل من ربنا قدرت تتخطاها، وتقبلت فكرة ضرورة وجود وسيلة في حياتها تساعدها على الحركة ويرتاح والدها خاصة بعد كبر سنة.

وبدأت لؤلؤتنا تزين كرسيها المتحرك في شهر 5  الماضي، ومن التاريخ ده وحياتها انقلبت رأسا على عقب، اتغيرت حياتها من البنت الكئيبة المنطوية اللي كارهة حياتها اللي مبتطلعش من البيت غير للجامعة ومن الجامعة للبيت ( على حد وصفها ) إلى بنت مستقلة بتحب الحياة.

 قررت سمر ماتقعدش في البيت تاني .. خلاص، وتكمل دراستها لتحصل على الدكتوراه، وحاليا بتحضر بالفعل الدكتوراه في القانون الدولي الخاص.

وبتختم سمر حكايتها وبتقول ( وطبعا الفضل الأول والأخير في كل حاجة عملتها يرجع لربنا ثم اهلي ⁦ادعولي بقي علشان اقدر اخلص رساله الدكتوراه بتاعتي ).. كلنا هندعيلك يا سمر بإذن الله، علشان ترفعي رأسنا ورأس كل بنت ورأس الصعيد بأكمله.

انتي يا سمر اللؤلؤة اللي بتزين تاج الحياة، وكلنا فخورين بيكي وسعداء بمعرفة قصتك الملهمة ورحلتك اللي اثبتي بيها أن ( المستحيل ) كلمة خارج قاموس بنات مصر عامة وبنات الصعيد خاصة.

وأخيرا مبروك مقدما دكتورة سمر.. وبالفعل ليست الإعاقة التي تهدم أحلامنا، بل بقوتنا وعزيمتنا وإرادتنا نتحدى الإعاقة.. شكرا سمر على طموحك وقوتك.
NameEmailMessage