JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Home

امتحانات تخلفت فيها الأخلاقيات عن الحضور


بقلم: منى الحديدي 

قرائي الأعزاء.. دعوني أبدأ معكم حديثي ببعض من الخطوط العريضة للجنة الامتحان..
دعونا نتفق أنها نتاج لمجهود كبير لطلاب مجتهدين، ويترتب عليها مستقبل ومصير هؤلاء الطلاب.

ولكن أمام ما نراه من مهازل واضمحلال أخلاقي وغياب الضمير والسلوكيات داخل اللجان.. وكذلك عدم القدرة على السيطرة وعدم وضع آليات الزاميه قوية لحسن سير العملية التعليميلة جعلنا الآن أمام كارثة.

والكارثة عندما تأتي في النشء أي جيل المستقبل، أو عندما تأتي في الزرع.. فمن المؤكد أن يكون الحصاد فاسد وبه يفسد المجتمع بأثره.

وما يحدث من انفلات في لجان الامتحانات يستند إلى عدة نقاط يحب دراستها دراسة جذرية وتستحق الاهتمام الشديد وأن تكون من أولويات اهتمام المسئولين.

نشاهد ونسمع انعداما أخلاقيا لدى الكثير من الطلاب وما يحزن القلب ويرهق العقل أن هذا الانفلات أصبح ظاهرة ونجدها في النشء الصغير من بداية دخوله المرحلة الابتدائية.. وهنا الخطورة لأن من شب على شيئ شاب عليه.. أصبحنا نسمع ألفاظا تصدم الأذن وتصيب العقل بالتوقف للحظة.. أصبحنا نشاهد تطاول وتجاوز ليس له مثيل من تلميذ او طالب لاستاذه  افتقدنا الخجل وحمرة الوجه من التلميذ لمعلمه.. وكذلك افتقدنا المعلم الذي لدية القدرة على السيطرة والحنكة والحكمة والذكاء في جذب الطلاب وتقييم افكارهم وسلوكياتهم.

الآن يذهب الطالب إلى لجنة الامتحان وهو علي يقين وثقة انه هيحل الامتحان يعني هيحل الامتحان.

أصبحت "الفتونة" أسلوب حياة لدى العديد من الطلاب.. وللأسف بتقصير من دور المدرسة وفقد دور التقييم والمتابعة لسلوكياتهم وضعف قدرة الأهل على السيطرة أمام هذا الانفلات المزعج.

أصبح الطالب يجبر المراقب أن يسمح له بالغش داخل اللجنة بكل الأساليب بالتهديد بالصوت العالي بالانفلات الأخلاقي بكل مايملك من قدره خارقه لانعدام القيم والمبائ لديه.

هنا نحن أمام طالب معدوم الأخلاق ومعلم ضعيف غير قادر على السيطرة على هذا الوضع المحزن وأمام منظومة تعليمية هشة ضعيفة تبني وتطور وتحدث على أساس متهالك  أساس هش أساس يكاد يكون  طغي عليه الزمن وهنا تحتاج العملية التعليمية إلى أساس قوي متين يتحمل ما يتم بناؤه وتطويره واستحداثه.

ظاهرة تسريب الامتحان من أشد الظواهر المأساوية التي نراها هذه الأيام فيها إهدار لحقوق طلاب اجتهدوا وصبروا ولديهم أحلام من أجلها أولياء أمور تحملوا الصعاب وتحملوا المشقه والعناء في صرف أموال كثيرة في الدروس الخصوصية من أجل ابن أو ابنه يحققوا فيهم آمالهم وأحلامهم.

 تسريب الامتحانات فيها إهدار لأموال الأهالي لأن هنا تساوي الطالب المجتهم والملتزم بالطالب المستهتر ولديه اهل يتمتعوا باللامبالاة، تساوي الطالب اللي سهر وذاكر وتعب وتعب اهله معاه بطالب مقضيها علي الموبايل ورحلات وجرى ولعب وهو علي يقين ان الامتحان هيكون معاه قبل ما يدخل اللجنة!

هل هنا تحققت العدالة التقيمية التي من اجلها تقوم وزارة التربية والتعليم بتنظيم لجان امتحانات وتصرف عليها ملايين الاموال ؟؟ اختلط الحابل بالنابل المجتهد والمستهتر الفاسد والنافع
المؤدب بالمنحل أخلاقيا.. أين نحن وإلى أين ذاهبون؟

أحبائي: مازال هناك أولياء أمور يربوا أبناءهم على القيم والمبادئ والعادات الجميلة التي تربينا عليها.. ولكن للأسف الشديد كل ما يتمنوه هو رجوع أبنائهم من مدارسهم سالمين وسط هذا الكم الهائل  من الانحلال الأخلاقي.

حقا هناك أولياء أمور أصبح الأمر لديهم مرعبا، أن يجدوا أبناءهم انساقوا وراء هذه السلوكيات المرعبة من المحيطين بهم ماذا يفعلوا ؟ وأين دور المدرسة أين دور وزارة التربية والتعليم أين أولوية التربية قبل التعليم
للأسف الشديد فقدنا في مدارسنا بند التربية أهملنا هذا الجانب من سنوات طويلة ومنذ أن أهملناه ماتت القيم والمبادئ وكانت النتيجة عبارة عن نشء سيئ السلوك.. ويجب إنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا يكون هذا سببا في عرقلة مسيرة التنمية والبناء.

حقيقي نحن في حاجة إلى إعادة هيكلة المـؤسـسـات التعليمية.. فهناك خلل واضـــح فى المنظومة التعليمية ما ترتب عليه ظــهــور جـيـل مـتـمـرد عـلـى الـقـيـم والعادات والتقاليد المصرية الأصيلة.

ولا يمكن أن نتجاهل تـأثـيـر الأفـــلام والمسلسلات الدرامية التى تحتوى على انحلال أخلاقى ومـواد بذيئة تؤدي إلى انحلال أخلاق وسلوكيات الأطفال والشباب سواء الأولاد أو البنات، وأصبحت تشجع على الانحراف تحت مبرر  نقل الواقع في المجتمع للاسف الشديد  كثير من الشباب يتأثرون بما يشاهدونه دون وجود القدوة والمثل الأعلى.

وهنا يجب ضــرورة وجـــود رقـابـة مــشــددة عـلـى مـثـل هـــذه الأعـمـال الفنية لأنها أشبه بالسموم التى تـدخـل مـنـازل المـصـريـين.. وأيضا السوشيال ميديا ومـا تحويها من لغة مبتذلة ومــواد هابطة.. وأيضا لا ننسى جوانب أخرى أدت الى هذه الكارثة المجتمعية المؤلمة.

ماذا عن المعلم الذي يقوم بتسريب الامتحان وتوزيعه عبر الهاتف ؟ هل هذا النموذج يصلح لتربية وتعليم أجيال وواجب عليه أن يكون مثالا للأمانة والصدق والسلوك المحترم أمام طلابه؟

وماذا عن المدرس المتحرش الذي يتحرش بطالبة بأي شكل من أشكال التحرش هل هذا يصلح ان يدرج اسمه في كشف اسماء وزارة التربية والتعليم ؟
وماذا عن الامتحانات التعجيزية التي تمنع الطلاب حالة من اليأس والإحباط وضياع المال والأحلام.

وماذا عن الكتاب المدرسي الذي لا يحتوي على كل ما يخص المادة العلمية، ويصبح ذلك إجبارا والزاما على الطالب وأهله شراء الكتب الخارجية
الكتاب الوزاري اللي من المفترض أن يكون كافيا وافيا لكل ركن من أركان المادة
هنا يعتبر بابا خلفيا للدروس الخصوصية والكتب الخارجية واقحام الاهالي واستنزاف أموالهم.

وأخيرا يأتي الامتحان تطالبوهم بما لم يتعلموه أو يسمعوا عنه،  ونطالبهم بأخلاقيات وسلوكيات افتقدوا من يعلمها لهم وينميها بداخلهم ويساعد الأهالي في تربية نشأ سليم نافع للمجتمع  فالتقصير منكم وليس من الأبناء فلا تحملوهم فوق طاقتهم لأنكم بذلك تصنعون جيل ناقم رافض للقيم التي نصرخ من أجل عودتها.. غابت التربية وغاب التعليم في مدارس التربيه والتعليم.
author-img

الإعلامي سـعيدبـدوي

Comments
    No comments
    Post a Comment
      NameEmailMessage