بقلم : حسين الحانوتي
يلا بينا نعمل ثوره ومش اي ثوره ..ثوره نغير فبها الواقع المؤلم اللي كلنا عايشينه وبنشوفه ونتريئ عليه مع انه من صنع ايدينا
مش واقع ثوره بالمفهوم الثوري ننزل الشوارع نكسرها ونتلف الممتلكات العامه ونضرب نار ونتخانق مع المعارضين ونهاجم الشرطه ونولع مركباتها ونضرب افرادها ونعطل مصالح الخلق ونوقف الدنيا ونرفع يفط مكتوب عليها شعارات ثوريه حماسيه كدابه ونرددها ونعمل غيرها نرفع شعارت بالتعديل والتغيير ومنلتزمش باقوالنا.. لأ دا مش قصدي دي ثورات الخراب الموجهة واللي كان من نتايجها اللي شفناه في بلاد كتير نفس الاشخاص اللي رفعو الشعارات وطالبوا التغيير والتعديل هم اول ناس هربوا مع اول شعاع لنتايج ثورتهم...عارفين ليه لانها شعارات ظاهرها الرحمة والثوره والتعديل وباطنها الضياع والجوع والتشريد واول شعاع كان سقوط البلاد دي ومرجعتش لوضعها اللي كان موجود وقت مطالبتهم وخروجهم ومشافوش غير الضياع والجوع والتشريد ولا هترجع لوضعها وامنها اللي كان مش عاجبهم وخرجوا يغيروه كله بيتشاكل مع كله وكله عمل ميليشيا وجيش وكله عاوز حته من بلده يحكمها ويعملها دوله ويدور علي مصادر دخلها وتبدا المشاكل بينه وبين جيرانه اللي كانوا يوم بلد واحده دا واقع البلاد دي ابتدت حربهم بالوكالة ولن تنتهي حتي يقضي بعضهم علي الاخر . دا واقع ثورات الزمن ده اللي كانت بدايتها الشارع يعني الثوره تبدا من الشارع يبقي لازم نغير مفهوم الشارع واللي بينزل الشارع واللي بيقف ويمشي في الشارع عشان منجيش يوم نلاقيه واقف في الشارع وعامل تجمع وشعارات بتنادي بثوره ومن حقه الشارع اللي اساسا كانت الدوله سيباه يمشي ويتفسح وياخد راحته فيه وينفس عن نفسه
لازم فكر الشارع يتغير بثوره ترجع فيها قيمتة وهيبتة وكرامتة
والاخلاق اللي كانت ملازمه لرواده وترجع نظافته وجماله ونظامه..
الثوره هتبدا اولا من البيوت والتزام الاسر ببث روح الدين و المحبه والتعاون والحفاظ علي الشارع بما فيه من ممتلكات عامه لانها مش ملك الدوله دي ملك الشعب والدوله راعي عليها ترتبه وتعدله وتنظمه وتحدثه عشانك عشان تواكب العصر وتخرج تلاقي مكان يسر عينك مكان منظم وسهل تمشي فيه وتفرح بيه بدل ماتقول احنا اتاخرنا والدول سبقتنا وانت اساسا سبب التاخير ..ثوره ترجع خلقيات زمان واصول زمان مش ثورة النت اللي معاها تاهت الاصول وبقي سهل جدا الواحد ينسي اصول المجتمع اللي عايش فيه وكانه مجتمع عجايب وغرايب سهل تبقي فيه شايل موبايل وتصور بنت وتشير وتفضح لأ.. لأ.. دي مش اصوليات شوارعنا اللي كان فيها الصغير يحترم اي كبير يشوفه ماشي فيه ويوسع له الطريق ولو وجهله كلام يحترمه ويلتزم بيه..
النهارد بقت شوارعنا شوارع الغرام من كل شكل ولون وكاننا في اوروبا دا حتي في اوروبا مع اختلاف الاخلاقيات عن مجتمعنا الشرقي بيحافظوا علي المظهر الحضاري لشوارعهم واللي يخالف الاشخاص هي اللي بتحاسبه وترغمه يلتزم بقوانين الشارع ويحافظ عليع لان بالنسبالهم الشارع كملكيه خاصه لكل واحد فيهم ويجب الحفاظ عليه مش زي مجتمعنا الشرقي كل شئ والعكس لا نظام لا نضافه لا حفاظ علي مال عام ومظهر حضاري نظيف
حتي وسائل المواصلات الخاصه والعامه بقت متاهه لا التزام باشاره او اجره او خط سير.. لما بقي الشارع لوحه الوانها غير مركبه ومتوافقه.. تاهت الايجابيات في الشوارع والتزمنا بالسلبيات وبنمي فيها ونزودها لما بقت عاده ولو غيرناها مع انها غلط نبقي شواذ
النهارده شوف الشباب في الشوارع ولبسهم وطريقة قص شعرهم دا حتي شكل الطالب في الشوارع الوقتي بقي غير شكل زمان تحس انه بلطجي من منظره دا لو زمان كانوا بقوا معيره للكل.. طالب زمان مهندم ونضيف وتحس انه راقي وملتزم ويقولك الموضه مع ان اهل الموضه اللي اخترعوها مش بيلتزموا بيها دول بيحاربونا بيها عشان ننسي اصول دينا اولا وقيم مجتمعنا ثانيا ويتخلق جيل لا يحمل اي مسؤليه وسهل جدا يفرط في بلده زي ما فرط في دينه وقيمه واصوله وقد نجحوا بامتياز
الحقوا الشارع واعملوا ثوره علي اي شئ مخالف موجود فيه عشان يرجع لطبيعته بتاع زمان.. اي مخلوق يمشي في اي وقت ليل او نهار يحس بالامان رجعوا شارع زمان الصغير فيه بيساعد الكبير وياخد بايده ويحترمه ويلتزم بكلامه..المواطن فيه لو وقع منه شئ بيبقي واثق تمام الثقه انه هيلاقيه لان الناس كانت غير الناس والقيم غير القيم ..
اعملوا ثوره علي شوارع الايام دي
ولثورة الشوارع توابع تستكمل في مقالات تابعه