كتبت : راندا ابو النجا
تستقل سيارتها يومياً لتجوب شوارع مدينة ديرب نجم، وتوصيل السيدات والفتيات إلى الأماكن التي يرغبن في التوجه إليها، وفي طريقها توزع كميات من العسل على المحال التجارية، ولا تنتهي مهمتها عند ذلك، ففي المساء تقوم بتصوير العرسان في حفلات الزفاف، دون كلل أو ملل.
تحكي "نسمة أحمد فرج"، 34 عاماً، ابنة مدينة ديرب نجم، أنها تقضي غالبية وقتها في العمل، لتوفير نفقات المعيشة لأطفالها: «قبل 14 عاماً تزوجت شاباً كان يحسن معاملتي، واتفقنا على أن نتقاسم الحياة حلوها ومرها، وكان يشغلنا تكوين أسرة مستقرة، وتربية أبنائنا جيداً، حتى تبدَّل الحال وتزوج من أخرى قبل 6 سنوات».
3 أطفال أصبحت «نسمة» مسئولة عنهم، بعدما امتنع زوجها عن الإنفاق عليهم أو السؤال عنهم، بل وتركهم بلا عائل أو مسكن يؤويهم، وبعد قضية خلع انفصلت عنه: «جارتي لديها سيارة ملاكي لا تستخدمها ومركونة دائماً أمام المنزل، بينما تضطر لصيانتها بين الحين والآخر، فعرضت عليها شراءها والعمل عليها لتوزيع كميات من العسل على المحلات التجارية، على أن أسدد لها ثمنها حال توافر أموال لدىَّ، فوافقت على الفور، واتفقنا على التوقيع على إيصالات أمانة بثمن السيارة وتسديدها في وقت لاحق».
قيادة السيارة لفترات طويلة واستهلاك كميات من البنزين، وفي المقابل الدخل العائد من توزيع العسل قليل، ما دفعها للتفكير في توصيل السيدات والفتيات إلى الأماكن المختلفة، ولاقت الفكرة تجاوباً بين جيرانها وأصدقائها، ثم انتشرت في المدينة.