JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

سينما مصر تصنع بلطجيا.. والغرب تصنع عالما




كتبت: رحاب بنت المنصورة

  أقول هذه الكلمات بعدما نظرت إلى حال الفن في بلدنا.. وإلى ما وصلنا إليه من انحطاط وإسفاف في صناعة الفن والسينما، وبين السينما الأجنبية التي كلما نظرت إليها بعثت في نفسك القوة والعلم والتكنولوجيا التي وصلت إليها هذه البلاد..

فيأتي العيد وعلى شاشات التلفاز تعرض البلطجه والتي تستهدف شريحة كبيرة من مجتمعنا، أرى أغلبهم من الطبقات العشوائية والفقيرة والشعبية، وللأسف تتطبع هذه الطبقة بخلطة هذه الأفلام فيرددون كل ما “تبخه” من ألفاظ وكلمات وسلوكيات قد تكون في الأغلب خاطئة والنتيجة تؤثر سلبا في مجتمعنا!

فلماذا نصدر نحن أسوأ ما عندنا ونحول الفن والسينما إلى تجارة رخيصة، تهدم ثقافة وحضارة وأخلاق؟ لماذا تحولت كل أفلامنا بنكهة (بلطجي ورقاصة وأغان شعبية)، ولا يخلو فيلم من هذه الخلطة.

فقد يكوم العيب فينا لأننا سمحنا لعقولنا أن تقع تحت احتلال هذه الصناعة الدخيلة، وقد يكون أيضا تقصير من الدولة لعدم وجود رقابة عليها أو دعم للفن الهادف، وقد يكون أيضا انعدام ضمير وأخلاق.

نعم كل ذلك ولكن الفن يصنع اقتصادا إذا أحسنا استخدامه، فنجد  السينما والدراما التركية صنعت اقتصاد من الفن، فصورت أجمل ما عندها من مناظر وتقدم وعلم لتجذب به أنظار العالم إليها، وأيضا الهند استطاعت أن تغزو العالم بصناعة الفن وحولت الأنظار  إليها وكوريا وغيرها.

وإذا تأملت السينما والدراما في هذه الدول تجد أنها تصور لك القوة والعلم والتكنولوجيا ومدى سيطرتها لترهبك بقوتها أو تصور لك جمال هذه البلدان، أما نحن نصدر كل ما هو سيئ عنا ونبعث في نفوسنا ونفوس من يشاهدنا كل معانى البلطجة وانعدام الأخلاق والجهل والفقر وكل صفات المجتمع السيئ.

ومن المؤكد أن للفن أهمية كبرى بالنسبة للمجتمع فهو ذا تأثير بالغ في الحياة النفسية لأفراد المجتمع و في حياتنا الاجتماعية و في التكتلات السياسية و التماسك الاجتماعي, لذلك فهو أداة التفاهم العالمي  إذا أحسنا استخدامه، كما أن الفنون بكل أقسامها هي إفراز لثقافة مجتمع ما وثقافة هذا المجتمع هي مرآة وناتج هذه الفنون، فالعلاقة التبادلية بين الفنون كقيمة ثقافية تطرح على المجتمع، وبين أفراد المجتمع، كتجسيد حي متفاعل مع هذه القيم، يجب أن ترتقي دوما إلى أعلى ولا تنحرف أبدا ولو بقدر ضئيل إلى أسفل.. ليس فقط على مستوى تعظيم قيمة الفن والمهنية والجمال الفني، ولكن أيضا على المستويات الأخرى، كإعلاء قيم الأخلاق والفضيلة وقيمة العمل الجاد  وقيمة العلم وقيمة الدفاع عن الوطن، إلى آخر هذه القيم التي تمثل عصب نجاح وتطور أي مجتمع متحضر معاصر.

لذلك فإن دور الفنان على كل مستويات الفنون التشكيلي، الغناء، الدراما، الشعر،  يجب أن يرتقي وأن يكون دائما وأبدا عنصراً إيجابياً مؤثرا يرتقي بهذه العلاقة التبادلية إلى أعلى، ولا يهوى بها أبدا إلى أسفل، لأن الفن أصبح أداة فعالة وسريعة وناجحة في التأثير فى المجتمع.

وأخيرا.. أصبحنا في وضع يرثى له من حال  ببلادنا فهل من تغيير؟
author-img

الإعلامي سـعيدبـدوي

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة