بقلم: هناء عبدالرحيم
لا شك أن تفعيل القانون وتحقيق مبدأ المساواة بين المواطنين أمام القانون ومبدأ العدالة كلها كلمات ذات إيقاع قوي ترتاح الأذن لسماعها.. ولكن كلمات أخرى موازية يستخدمها رجال القانون، بل الإعلام، ثم انتقلت لعامة الشعب ومنها (ثغرات القانون ) و(هنلاقي لها مخرج قانوني ).. كل هذه الكلمات جعلت الشك يدخل إلى القلوب ويزعزع ثقة الناس في عدالة القانون ويصبح أخذ الحق بالذراع مقبولا، بل نطالب به في بعض الحالات.
فعندما تتأخر العدالة ويصبح تنفيذ القانون بطيئا ويتلاشى الشعور بالأمن ويغيب الرادع، وتتحول البنادق الآلية إلى شيء عادي في يد الأحداث والمجرمين والبلطجية، وتسمع طلقات النيران ودوي الرصاص في كل مكان.. حينها تسيطر مشاعر الخوف والهلع المكبوت في النفوس كرد فعل طبيعي للمقاومة، لكن أخذ الحق بالذراع أمر مرفوض وخطير يهدد دولة القانون ويجعلها تتحول إلى دولة تحكمها شريعة الغاب والبقاء ليس للأصلح.. لا بل الأقوى والأكثر قدرة على تزييف الحقائق.
رسالة قصيرة أردت أن أوصلها لكل أم وكل أب.. كل معلم وكل مواطن على أرض الوطن أن المسئولية المجتمعية الملقاة على أكتافنا جميعا تتطلب منا حسن تربية أبنائنا وتعديل سلوكيات وتصرفات هي في مجملها دخيلة على مجتمعنا المصري بل والعربي أن انتشار أعمال البلطجة والتخريب من الصور البشعة التي أصبحت تتصدر المشاهد على شاشات التلفزيون أذكر في ذلك منذ ثورة 25 يناير وانتشار بعض الأعمال الدرامية التي احتلت مشاهد العنف والقتل فيها مساحة كبيرة وطدت المجتمع لتقبل فكرة إراقة الدماء.
هذا الأمر كان بصورة واضحة في كل المشاهد وجعل النقاد يتحدثون عن هذه المشاهد بأنها ستكون ظاهرة في المجتمع وأنها تمثل خطرا كبيرا قد لا نستطيع التصدي له في المستقبل وهذا ما كان.
الآن وبعد تلك الجرائم المتلاحقة.. يجب أن نقف جميعا وندقق في المشهد ونعيد تفاصيل الصورة.. تلك الصورة القاتمة التي يغلب عليها اللونين الأحمر والأسود تتساقط فيها الدموع وتتوالى صيحات الألم والندم.. فماذا نحن فاعلون ؟؟؟ ما دورنا؟؟؟ هل من مسئولية ملقاة علينا ؟؟؟ نعم نعم.
الأسرة يجب أن تتماسك وتتعاون معا الأب والأم.. قوموا بمسئوليتكم المجتمعية بالرجوع بأبنائها إلى أخلاقنا الكريمة إلى التقبل والتسامح عودوا الى التواصل مع الأبناء وأصحابهم اقتربوا من مشكلات أبنائكم كونوا قدوة.
عفوا أغلقوا هواتفكم الذكية قليلا.. تواصلوا وتحدثوا معا.. أعطوا لهم مساحة من الحرية المنضبطة.. عودوا لهم إلى رقي الأخلاق.. شاهدوا التلفاز معا بعين الناقد البصير.. عرفوهم الصح والخطأ والحلال والحرام والعيب ( واللي مايصحش ).
المعلم أنت قدوة.. أنت كل شيء.. مسئوليتك المجتمعية كبيرة، حضرتك بتدخل كام فصل؟ بتقابل كام تلميذ ؟؟ كن ناصحا.. كن أمينا على هؤلاء الأطفال والأحداث والشباب.. خذ بأيديهم بالتربية الإيجابية الحقة والتعليم المفيد المستنير تنصح ويقوم
وكن قريبا منهم، كن صديقا، أبا مربيا معلما، كن مسئولا عن بناء مجتمع الأخلاق الفاضلة.. دروس مناهجنا رائعة، اربط بينها وبين الحياة والواقع عرفهم أن الحياة هبة من الله لا تمنح إلا مرة واحدة فاجعل الحياة جميلة وسلما يوصلك للحياة الأبدية.
لا تنظر لمشاكل تلميذك بسلبية.. لا تهمل حقا لتلميذ فيفقد الثقة في السلطة ويأخذ حقه بذراعه.. انت هنا تبني بلطجيا أو تهدم كيانا ولا تنصر ظالما فتعين الباطل على الحق.
أما المواطن العادي ورجل الشارع فعليك أن تعيد النخوة والشجاعة في الحق، وتساعد في إعادة الانضباط للشارع المصري، منذ متى ونحن نقبل تلك الألفاظ والشتائم البذيئة على النواصي وفي الطرقات العامة أمام أختك وأمك وابنتك؟؟؟؟ منذ متى والرجل يسمح بأن تسمع زوجته تلك الألفاظ الخارجة التي تخدش الحياء؟!
أرجوكم.. ارجعوا مرة ثانية وثالثة وعاشرة.. ارجعوا وأرجعوا كلمة "عيب ومايصحش".. قوموا بمسئوليتكم المجتمعية نحو وطنكم.. كونوا عونا لتطبيق القانون وتفعيل العدالة..
نحن نستحق الحياة الكريمة الآمنة، وأبناؤنا يستحقون الكرامة والأمن والأمان.
معا نقضي على البلطجة ونفعل القانون وننعم بالأمان.. ابدأ بنفسك وقم بمسئوليتك المجتمعية.