بقلم: هناء عبدالرحيم
كثير من الآباء والأمهات قد يتساءلون عن سبب تغيير المناهج الدراسية لمرحلة رياض الأطفال والصفين الأول والثاني الابتدائي.. ما الذي يضيفه هذا النظام وفيما يختلف عن غيره؟ نقول إننا يجب علينا أن نربي أبناءنا لزمانهم وليس لزماننا.. فليس من الإنصاف إبدأ ان يتعلم هذا الجيل بنفس الطريقة التقليدية التي تعلمنا نحن بها،
وليس هذا بيقولوا خلل في الطرق القديمة أو المناهج التي كانت تتناسب مع عصرنا نحن ومع متطلبات هذا العصر.. ولذلك فإن لكل جيل احتياجاته، وله ميوله ورغباته.. لذا وجب تغيير المناهج.
والكثير منا يتساءل عن بناء المنهج الجديد.. منهج تكاملي قائم على وحدات متعددة التخصصات، يشمل العلوم والدراسات الاجتماعية والرياضيات واللغة العربية والفنون.. منهج حلزوني متسع، بمعنى أنه كل عام يزيد في عرض وتقديم المعلومات التلاميذ، مع ثبات الدعائم والمحاور التي يقوم عليها.
منهج يراعي المهارات والأنشطة ورغبات وميول التلاميذ.
منهج يعزز المهارات الحياتية ويبني في التلاميذ التعاون وتقبل الآخر واحترام التنوع واحترام الرأي والرأي الآخر ويحقق مبدأ ريادة الأعمال.
منهج يعزز قدرات التلميذ وتحقيق الذات والإيمان بالقدرات والمواهب.
منهج يكتشف المواهب ويعمل على تنميتها من خلال مجموعة من الأنشطة تناسب الجميع.. ويحقق مبدأ مراعاة الفروق الفردية.. فكل تلميذ، مهما كانت درجة ذكائه ومعرفته وقدراته سوف يجد مكانه في هذا المنهج لا وسيطرة من عمله ومهاراته.
منهج مأخوذ من البيئة المصرية بما فيها من تنوع وخبرات، ويراعي معارف التلميذ السابقة ويطورها ويصحح المفاهيم الخاطئة لخدمة المجتمع.
منهج يخرج لنا جيلا قادرا على المنافسة محليا وإقليميا وعالميا.
-مكونات المنهج الجديد
يتكون من 4 محاور أساسية هي
من أكون؟
العالم من حولي.
كيف يعمل العالم؟
التواصل.
ويهتم كل محور بتنمية مهارة الاستماع من خلال قصة في البداية، تسمى قصة مشتركة، يقرأها المعلم للتلاميذ ويناقش في مضمونها، ويعرفه بقيم وسلوكيات إيجابية لتعزيز المهارات الحياتية والحفاظ على المجتمع.
يتحدث التلميذ عن القصة وما فهمه منها، ويتعود الاستماع الإنصات والحديث بلباقة، واحترام الرأي المخالف وتقدير الغير وتقدير الذات والتعرف على المناسبات الوطنية والدينية في المجتمع والاحتفال بها.
وهناك طريقة عمل لهذا المنهج واحدة من خلال دليل المعلم الذي يتم توزيعه على المعلمين؛ ليتم تعليم الأطفال في شمال مصر والدلتا، مثل أطفال الصعيد وسيناء في منهج واحد وبطريقة واحدة، حتى إذا ما تم نقل تلميذ من محافظة لأخرى، لا يجد هذا الاختلاف الذي هدم كل معارفه السابقة.
ويترك للمعلم الفرصة للإبداع في استخدام وسائله وطريقة الإلقاء والعرض التي يراها مناسبة
يحقق المنهج الجديد 2.0 مبدأ مهما افتقدناه على مر السنوات السابقة، وهو (لنجعل التعلم متعة وحياة ) من خلال التعلم باللعب والتعاون وتمثيل الأدوار ومسرحة المناهج.
وقد بذل القائمون على هذا البرنامج الجهد الكبير في تدريب المعلمين من خلال مؤسسة ديسكفري ( Discovery Education )
ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ومنسق التعلم الصفوف الأولى بكل مديرية تعليمية في محافظات مصر.
ومن هنا نتقدم بخالص الشكر والتقديرللاستاذة/وفاء خميس منسق مديرية التربية والتعليم بالقاهرة وفريقها المساعد على جهودهم المبذولة في تدريب المعلمين طوال فترة الإجازة الصيفية ليكونوا جاهزين لاستقبال أبنائنا مع بدء العام الدراسي.. حقا هذا الجيل يحتاج منا الكثير والكثير لأنهم أساس تقدم المجتمع وبهم يبني الوطن.