JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

كيف نربي أبناءنا؟


كتبت: هناء عبدالرحيم

أبناؤنا هم ثورتنا الحقيقية وهم الأحق بأن نقدم لهم كل غال..  فهل نبخل عليهم بالوقت؟

من حق كل طفل أن ينعم بحضن والديه وأن يلمس أياديهم ويشعر بدفء المحبة والحنان.. فالمال والطعام والشراب ليس كل شيء في الحياة.. طفلك يحتاج إلى وقت للعب معك، أنت أيتها الأم ومعك أيها الأب، قبل أن يلعب مع أصدقائه وزملائه في الروضة أو المدرسة.

فكيف تربي ابنك ؟ رغم كل التقدم الذي شهده عصرنا، ورغم كل وسائل الرفاهية التي لم تكن متاحة من قبل لآبائنا، فما زلنا نتعامل مع أطفالنا بنفس الأسلوب الذي كان آباؤنا يعاملوننا به! فنحن نريد من الطفل أن يفعل ما نريده منه!! ونكون في غاية الضيق إذا صدرت له الأوامر ولم يطبق ما نمليه عليه!! فإذا تمادى في عدم سماع الكلام، يكون عقابه الضرب المبرح!!!

أعتقد أن الأسلوب الذي نتبعه في تربية أولادنا لا يتناسب مع سمات العصر الذي نحيا فيه الآن، لأن كل عصر له متطلباته وثقافته وكل جيل وله ميوله ومواهبه واحتياجاته.

إن أفضل ما يمكن أن يطلق على الأسلوب الذي نتبعه في تربية النشء هو أسلوب "تكميم الأفواه".. فالطفل "المتمرد" على قرارات الآباء في المنزل يكون مصيره الضرب والإبعاد! فإذا ما ذهب الطفل إلى (الروضة) أو المدرسة، فإن عدم التزامه بالمطلوب منه يكون عقابه هو الضرب ! فإذا خرج إلى الحياة خرج مهزوما ضعيفا.

أي أن الطريقة التي نتربى بها في مجتمعاتنا قائمة على وجوب تنفيذ الأوامر ممن هم أكبر سنا وأعلى شأنا.

إننا حين نضرب الصغار، مهما كان الدافع إلى ذلك، فإننا نرسخ في نفسه تقبل الإهانة! فإذا ما ترسخت هذه القيمة في نفسه منذ نعومة أظافره، فإنه يحاول التأقلم معها.. فإذا ما كبر بعد ذلك، نجد أنه قد تعود على تلقي الإهانات المختلفة ممن حوله، دون أن يحرك ساكنا أو أدنى انفعال.. بل على العكس، يأخذ في التماس المبررات التي تدفعه للتأقلم معها والعيش في ظلها!! وهكذا تنشأ أجيال من غير المبالين بما حولهم!!

إن التربية القسرية يا سادة لا تأتي بخير.. بل تؤدي لضياع الإنسان نفسه، الذي هو محور التنمية وهدفها!! وهكذا لا تتحقق التنمية المنشودة، بل تأتي أجيال ضائعة تائهة لا يُنتظر منها تحقيق أدنى رقي أو تقدم!!

ويتفق علماء التربية مع هذه الآراء، حيث يرون أن: " آثار التسلط التربوي بالغة الخطورة في التربية، فالإكراه والتسلط في العمل التربوي يؤديان إلى مزيد من الشعور بالذنب والكراهية والعدوان.

وليس من شك في أن العقاب البدني يتولد عنه ذل  في نفس من وقع عليهم هذا العقاب.. بل لقد أجمع المربون والمصلحون على إبطال العقاب البدني، والتحقير والإنذار والتوبيخ، وقد أثبت المراقبون أنها لا تولد إلا الجبن والضعف وانعدام الثقة بالنفس.

إننا إذا أردنا لمجتمعاتنا الخير فلابد من تغيير منظومة التربية التي نتبعها مع الأطفال الصغار حتى يشبوا في جو نقي يتنفسون فيه عبير الثقة بالنفس وحرية الرأي..  ذلك أن التربية القائمة على العلاقات التسلطية، هي شبح طاعة وسراب تربية.

إن الطاعة المتوقفة على وجود احد الأبوين أو المعلم أمام الطفل هي طاعة عمياء مغلفة بالخوف والرهبة.. فإذا غاب الآمر المرعب، فلا طاعة  ولا إنجاز.

عزيزي الأب عزيزتي الأم
هل ترغبين حقا في طفل إيجابي متعاون يحترم الآخرين معتز بقيمه وأخلاقه وتراثه؟
إذا...
* لنترك له مساحة حرية مشروطة بمعنى دعه يعبر عن رأيه استمع إليه وانت تنظر إليه باهتمام اجعله كل اهتمامك في هذه اللحظة.
* قدم النصيحة دون رفع صوت ودون تأنيب.
* أخبره أنك وأنت صغير فعلا كذا وكذا وعرفت أنك كنت على خطأ وصححت ما أخطأت به.
* عزز لديه زيارة الأهل (الاهتمام والأخوال والجد والجدة ).
* اجعله يحمل الحلوى أو الهدايا الرمزية عند الزيارة.
* ازرع في نفسه التعاون مع الزملاء، والسؤال عن الجيران والمشاركة.
* لا تتشاجر عزيزي الأب مع الأم أمام الأطفال ولا يحاول كل منكما أن يجذب الطفل نحوه وقت الغضب.. (طفلك ليس طرفا في المعركة )
وأخيرا........
أبناؤنا يستحقون منا الأفضل
هم أغلى ما لدينا في الحياة..
استمتعوا باللعب والسعادة مع أطفالكم قبل أن تأخذها مشاغل الحياة وتسيطر عليهم الماديات..
 فمن هنا نبدأ التغيير الحقيقي وبناء مجتمع أفضل.
كيف نربي أبناءنا؟

غير معرف

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة