كتب: عماد عبدالناصر -آية محمد
حلت أمس الإثنين، الذكرى الأولى على وفاة الملياردير الشاب المسلم "علي بنات"، وهو الذي ابتلي بمرض السرطان، فبادر بالتبرع بثروته الهائلة لفقراء المسلمين خاصة في أفريقيا حيث المجاعة؛ ليربح بذلك آخرته بالتجارة مع الله، فضرب أروع الأمثلة لجميع أغنياء العالم، وكان مثلا يحتذى به بعدما أعطى درسا رائعا للشباب والكبار والصغار أيضا؛ حتى لا يغتروا بأنفسهم أو بأموالهم.
قرر الملياردير الشاب المسلم "علي بنات" أن يتبرع بكامل ثروته من أجل فقراء المسلمين في العمق الأفريقي.
وقد كان يصطف أمام منزل الملياردير الشاب المسلم الراحل علي بنات في أستراليا، أسطول من السيارات المبهرة على رأسها واحدة تعد أقوى وأسرع سيارة في العالم "سبايدر فيراري " حيث تبلغ قيمتها وحدها 600,000 دولار.
كان يرتدي في يده سوارا من الماس قيمته 70 ألف دولار، أما غرفته الخاصة فهي مليئة بالملابس، والحقائب، والأحذية الرياضية، والساعات، والنظارات، والقبعات، والأغراض الأخرى التي أعدت خصيصا له من قِبل أشهر بيوت الأزياء العالمية المقدر كل منها بآلاف الدولارات.
وكانت حياة " علي " المليئة بالثروة والرفاهية، قلبت رأسًا على عقب، حين تم تشخيصه بمرض السرطان من الدرجة الرابعة، وقرر الأطباء أنه لن يعيش أكثر 7 أشهر، وهو الشاب البالغ من العمر 33 عاما.
يقول " علي ": "الحمد لله .. رزقني الله بمرض السرطان الذي كان بمثابة الهدية، التي منحتني الفرصة لأتغير إلى الأفضل، عندما علمت بالأمر شعرت برغبة شديدة في أن أتخلص من كل شيء أمتلكه، وأن أقترب من الله أكثر، وأصبح أكثر التزاما تجاه ديني، وأن أرحل من هذه الدنيا خاويًا على أن أترك أثرًا طيبًا وأعمالًا صالحة تصبح هي ثروتي الحقيقة في الآخرة".
تحول " علي " من أكبر تجار الدنيا، إلى التجارة مع الله، قرر أن يتبرع بكل ماله حتى ملابسه تبرع بها.
أنشأ المؤسسة الخيرية الموجهة لخدمة فقراء المسلمين والمعروفة باسم MATW” ..”Muslims around the world أو "المسلمون حول العالم ".
قامت المؤسسة الخيرية ببناء المنازل والمساجد والمدارس وآبار المياه والمراكز الطبية وبيوت تأوي الأرامل والأيتام؛ كما قام ببناء أول مقبرة للمسلمين في توجو، بالإضافة إلى الإمدادات الطبية والغذائية.
وسئل "علي": بعدما علمت حقيقة الدنيا، سيارتك الفارهه كم تساوي ؟ فقال: لا تساوي في قلبي قيمة نعل حمَّام، وإن ابتسامة طفل فقير أفضل عندي من هذه السيارة.
وقال إن اللحظات التي قضاها في أفريقيا مع فقراء المسلمين، هي الأسعد في حياته على الإطلاق، سعادة لا يمكن شراؤها بالمال، ولا يمكن أن تعوضها وسائل الرفاهية باهظة الثمن.
منذ عام استرد الله وديعته، فكان يومًا حزينًا على المسلمين في كل من أستراليا وأفريقيا.. فقد فاضت روح "علي" إلى بارئها بعد صراع مرير مع المرض.. رحل ونحن لا نعلم هل كان السرطان حقًا هدية له من الله أم أن علي هو الهدية التي منحها الله لفقراء المسلمين؟
وقد رحل في جنازة مهيبة تحيطه مئات الآلاف من الدعوات المباركة التي سبقته إلى السماء.