كتب: عماد عبدالناصر
في 5 أغسطس 2019 وقع انفجار بمخزن ذخيرة بمدينة إكينسك الروسية، وكان الخبر طبيعيا وغير مقلق، لكن المقاطع المصورة للانفجار توضح أنه انفجار غير عادي كما هو واضح في الفيديو. وصرحت السلطات الروسية في أول الأمر، بأن الانفجار لم يسفر عن أضرار مادية أو بشرية، لكن هذا التصوير يظهر تدمير قرى بأكملها. وانطلقت بعدها بساعات قليلة صافرات الإنذار في إكينسك، ومعظم البلدات المحيطة، ثم راسلت السلطات الروسية المواطنين في المنطقة، وطالبتهم بالاستعداد لمغادرة الموقع، فما يقارب 100 ألف مدني كانوا مدعوين لمغادرة محيط الانفجارات، فالمشهد على الطرقات العامة كان مرعبا. هرب الجميع من المكان، والتحذيرات أخذت على محمل الجد، ولكن رغم كل هذه الأحداث، فإن الحكومة الروسية صرحت في اليوم نفسه، بأن الأمر عادي ولا يدعو للقلق، وأنه لا يوجد أي تسرب إشعاعي، ولكن السلطات الروسية بعدها تقوم بوضع مركبات Uran-14 تعمل بتحكم عن بعد في الموقع. وقال خبير إسرائيلي إن أحد أصدقائه الروس ممن شاركوا في عمليات تدبير موقع كارثة فوكوشيما، اكتشف عناصر مشعة حول مكان الذخيرة المنفجرة، وأكد لصديقه الإسرائيلي وجود عنصر الروثينيوم المشع. وتحدثت الصحف وقتها عن توزيع السلطات الروسية أقراص اليود المستقر على المواطنين الروس في سيريدوفينسك، وتم إغلاق المدارس وطلبوا من المواطنين إغلاق النوافذ. ويؤكد كل ما حدث، أن هناك حادثا نوويا تحاول السلطات الروسية إخفاءه عن العالم كما حدث في تشيرنوبل، فأقراص اليود المستقر تعطى في حالة الحماية من اليود المشع الذي يرافق غالبا الكوارث النووية. الغريب أن اليود لا يوزع من السلطات إلا حينما يتعلق الأمر بتسريبات إشعاعية، وذلك من أجل تخفيض نسبة الإصابة بسرطان الغذة الدرقية، كما أنه لا يعني النجاة من التسرب الإشعاعي، ولكن يقلل من احتمالات الاصابة.
