كتبت: عبير عزت
نشأت فكرة إنشاء المعهد القومي للأورام فى الخمسينيات من القرن العشرين، وتحولت الفكرة إلى واقع على يد الدكتور لطفي أبو النصر مؤسس المعهد وأول عميد له، فهو معهد تابع لجامعة القاهرة يختص بعلاج وأبحاث السرطان.. إنه معهد الغلابة وغير القادرين على تحمل نفقات علاج مرض السرطان، ذلك المرض اللعين الذى يعد مشكلة قومية فى مصر كونها ثاني أسباب الوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، ويعد سرطان الرئة الأكثر شيوعا بين الرجال، بينما يمثل سرطان الثدي العدو رقم واحد للسيدات.
ويأتي معهد الأورام ليحتضن كل هؤلاء المرضى رجالا ونساء، شيوخا وأطفالا.. فالمعهد يقدم خدمات علاج الأورام مجانا لنحو 80% من المرضى، ويشمل ذلك العلاج الجراحي والكيميائي والإشعاعي، بالإضافة إلى عمل جميع الفحوص والأبحاث اللازمة للتشخيص والمتابعة.
وتشير الإحصاءات إلى أن نسب السرطان فى مصر تبلغ 115 ألف حالة جديدة سنويا، ليجدوا ما يقرب من 800 طبيب فى انتظارهم داخل المعهد.
ذلك المعهد الذى يتم تخصيص 55 مليون جنيه له سنويا من قبل وزارة المالية، كما بلغت التبرعات له فى العام الماضي 150 مليون جنيه وحجم الإنفاق على الأدوية وحدها 100 مليون جنيه.
وفجأة دون وجود مقدمات يحدث انفجار فى هذا الصرح العظيم على يد الإرهاب الغاشم.. إنه حادث مأساوي راح ضحيته 20 مواطنا بريئا.. أسأل الله العلي العظيم أن يتغمدهم برحمته وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.. بالإضافة إلى المصابين بسبب انفجار سيارة بها كمية من المتفجرات.. ليشهد الأطفال والمرضى حالة من الرعب والفزع الشديد وسقوط بعضهم نتيجة التدافع والفرار اثناء الانفجار الذى زاد من جراحهم ومأساتهم.
وأخيرا.. يجب عليكم أيها المصريون أن تتكاتفوا من أجل إعادة هذا الصرح العظيم كما كان من قبل وأفضل.. إن معهد الأورام لكل المصريين، لعلاج الغلابة.. إنه ثروة قومية.. ادعموا معهد الأورام من أجل أولادنا.. "ساعدنا نرجع معهد الأورام ونقضي على السرطان"٠