بقلم :عبير عزت
يمر الفقراء بمشاعر قد لا تخطر ببالك ، وقد يرون مناظر لم ترها فى حياتك ؛ بل يعيشون واقعاً لم تكن لتعلم مراراته ولم تستطيع وصفه أو قصه.
أنه لمن الأنانية ان نقارن بين تعاستنا وتعاستهم ، سعادتنا وسعادتهم أنه وجه مقارنة ضعيف جدا .
•اذا كان البعض يحلم بصك إيجار ليمارس فيه مشروعه الخاص فتذكر ان بعض الفقراء يحلمون برغيف خبز قاسٍ بحياتهم.
• اذا كنت تدخر نقودك لتغير سيارتك فتذكر أن أحدهم قد أنفق مدخراته ليطعم أولاده
•اذا دخلتى غرف اولادك لتتفقدى اغطيتهم وهم نائمين فهناك أمهات يحتضن اولادهن فى مخيمات اللآجئين.
ان قلوبنا مظلمة لا تتألم إلا لما ينقصنا ويحزننا
الا يستحق الفقراء منا ان نكون سبب فى ابتسامتهم وأن نقلل من معاناتهم؟
فالفقر احد الظواهر الإجتماعية السيئة التي ازدادت نسبتها في كثير من المجتمعات كما أنه يعتبر السبب الأول للوفاة فى العالم.
حيث يعيش اكثر من ثلاثة مليارات شخص في العالم على أقل من 2.50 دولار يوميا.
ويعانى اكثر من مليار طفل من الفقر حول العالم كما يؤدى الفقر إلى وفاة ما يقرب من الإثنين و عشرين الف طفل يومياً
بالإضافة إلى تأثر اكثر من مئة وخمسة وستون طفل فى عام 2011 من حالة التقزم بسبب سواء التغذية
ولا شك أن الفقر مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمجموعة من الأسباب مثل:-
1- البطالة: فرب الأسرة الذى لا يستطيع الحصول على عمل مناسب من أجل توفير إحتياجات ومتطلبات أسرته يعيش في حالة من العوز والافتقار إلى أدنى مستويات الحياة الكريمة
2- ضعف التحصيل العلمي في بعض المجتمعات وانتشار الجهل فهناك من المجتمعات من لا يعطى العلم و التحصيل العلمي الإهتمام الكافى ولا يدرك أهميته فى صناعة الأجيال القادرة علي العمل وامتلاك ادوات الإنتاج والتقدم.
- هناك عدد من الأعمال التى يحجم الناس عن العمل بها بحجة ثقافة العيب وأعراف المجتمع مما يؤدى إلى ابقاء الناس الذى يقعون فى أسر هذه الثقافات فى وضع معيشى صعب
4- هذا بالإضافة إلى الكسل وترك اسباب الرزق والاتكالية فلا يتصور بحال من الأحوال أن يرزق الله الإنسان وهو فى بيته ، بل يكون ذلك بالجد والعمل و الإجتهاد والمبادرة والبحث دائماً عن الحلول التى تفتح آفاق واسعة امام الإنسان.
فكل هذا يدعونا إلى الإهتمام بهؤلاء الفقراء واللجواء إلى مجموعة من الطرق التى من شأنها أن تساعدنا على التخلص من الفقر ومنها : -
!-- adsense --> إلتزام حكومات الدول النامية فى القيام بواجبتها من خلال وضع خطط وطنية لمعالجة الفقر
°الحصول على بيانات دقيقة حول الفقر حيث ان اغلب الدول النامية تتعامل مع بيانات غير كافية وغير محدثة حول الفقر
° تحديد أهم الإحتياجات التى يجب توفيرها للفقراء بالإضافة إلى مراقبة الأبعاد والمناحى المتعددة للفقر
° تقديم التبرعات المالية والتبرع بالملابس والاشياء المخزنة فى الادراج والتى لا يتم إستخدامها حيث يمكن للفقراء الإستفادة منها
° إقامة حملات توعوية وثقافية عن أهمية مساعدة الفقراء.
فقد قال تعالى فى كتابه العزيز " إِنًمَا الصًدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَ الْمَسَاكِينِ وَ الْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَ الْمُؤَلًفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِى الرًقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَ فِى سَبيلِ اللًهِ وَابْنِ السًبِيلِ فَرِيضَةُُ مِنَ الًلهِ وَ الًلهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" التوبة