بقلم الكاتب السعودي: محمد محسن السهيمي
في زمننا الذي نعيشه مازال الحق وحيدا شريدا بين أرجاء العالم، دون ناصر ينصره ويثبته، كي ندافع بكل صدق وعدل وحق عن الهوية العربية في كل مكان.. ولكن الأحداث التي جرت الأسبوع الماضي، أخرجت نوايا الكثير منا، خاصة على الميديا.. نعم، فالظاهر يختلف تماما عن الباطن، ولكن الأحداث هى التي تظهر المعدن النفيس.
وعلى الرغم من ظهور الحق والحقيقة أمام كل العيان، فإن الكثير منا بالفعل ينقصه ترويض النفس على تقبل الآخر دون التشبث برأي واحد وفكر واحد.. فلولا ثقافة الاختلاف التى فرضها علينا العلم الصحيح لما وصلنا لأي شيء علميا وأدبيا واجتماعيا وسياسيا، ولما وصلنا على الإطلاق إلى توحيد الربوبية والإيمان المطلق بالوحدانية. . نعم المعتقد الإسلامي والعلم الصحيح هو الذي يحثنا على ثقافة الاختلاف، والرأي والرأي الآخر لما فيه من خير كثير للمجتمعات البشرية.. ولولا النقد والنقاد فى كل العلوم الإنسانية لما وصلنا لأي تقدم فى هذه الحياة.
لابد من الاختلاف والنقاش فى الآراء بجميع العلوم الإنسانية؛ من أجل الوصول إلى الحقيقة المجردة، ولذلك حثنا معتقدنا الإسلامي الصادق على الشورى فى كل شيء وفى كل ما يعنينا.. وجاءت الكثير من الآيات في هذا المضمار، كما جاءت السنة النبوية أيضا تؤكد ذلك وأوضحته، فهو منهاج كل مسلم صادق مخلص لله ولرسوله والمؤمنين.. ولكن كل ما رأيناه من هؤلاء الذين تشبثوا بآرائهم فقد برهنوا على قصورهم العلمي ومدى جهلهم بالحقيقة كاملة ولا يؤخذ بما يقرونه علينا على الإطلاق، وإنه بالفعل لشيء أحزننا جدا.. فإن المستقبل مع أصحاب هذه العقول المريضة لا يبشر بخير على الإطلاق.. فلنرجع جمعيا إلى المعتقد السليم الصادق، ونترك عادات وتقاليد الغرب.. وكفانا تبعية لهذا الغرب الصهيوني اللعين.. ويبدو أن هذا أمل بعيد التحقق، ولكن كلنا أمل في الأجيال القادمة وما سنبثه فيهم من أساسيات عن الحق والعدل.. ولنبدأ بأنفسنا وبأهلنا في نشر العلم السليم القويم الذى يعم على كل الأجيال بالخير إن شاء الله، فإرادة الله هي الباقية وهي النافذة رغم هذا الكم من الجمع الفاسد الذي أفسد علينا الحياة وأهلك كل حرث ونسل.. نعم وهذه حقيقة ملموسة في معظم بلداننا العربية وفي جميع الوطن العربي.
إن الحق هو المنتصر والباطل زهوق بإذن الله، والمتمسك بالباطل هو المنهزم أما الذي مع الحق فهو الباقي للأبد.