JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

محمد السمالوسي يكتب: للبنات فقط



قبل دُخولي إلى الجامعة، نصحني أحد أدعياء «السلفية» لكي أتجنّبَ مُضايقات الأمن، بأن اختلط بالبنات، وأن أجلسَ معهن وأداعبهن وأحبهن.. سمعتُ هذا الهُراء من هذا المُدلس الكذاب، ووضعتُه تحت قدمي، ففطرتي تَأبى ذلك.

بيد أني لا أدعي الملائكيّة.. فكنتُ أرى الشباب والفتيات في الحدائق والشوارع والمُدرجات و"الكافيهات"، ونفسي تتوق وفضولي يدفعني أن أفعل مثلهم، ولكن عصمة الله لي كانت فوق أي اعتبار، كما أن المُخلصين نصحوني باستغلال هذه الفترة في الصّقل وبناء الشّخصية والمُستقبل؛ لأن هذه الأيّام سريعة المرور ولن تعد!

 وبعد أن انتهيتُ من صدمة البريق والانبهار بالجامعة، وبعدما كونتُ صداقات ومعارف، دفعني فضولي لسؤال بعض الشباب الجالسين مع الفتيات.. ما أهدافك؟ وما وجه الاستفادة العائدة عليك؟ فقال لي الشاب: "بنتسلى ونقضي يومين حلوين"، فسألتُه: وهل أي بنت ممن تجلس معهن تعرف أنها مُجرد شوية لب وسوداني بالنسبة لك".. فضحك وقال لي: متحبكهاش قوي، الموضوع بسيط، دي بنات هبلة وواقعه، وبنظرة وكلمة حلوة وشوية اهتمام هايفين، تلاقي البنت جت وجابت صحبتها، وصاحبتها جابت صحبتها"... طيب هتتجوز حد فيهم؟ ضحك جدًا.. دول شوية سوداني"!

هذا مجرد حوار بسيط مع عيّل لاهٍ تافه يعتقد أسمى طموحه أن يعرفَ فتاة، ويتغزل فيها، ويستهلك قلبها ومشاعرها، ضايقتني نظرته الدُّونيّة التي يرى البنات بها، فهذه الفتيات معظمهن من أسر وعائلات ولهن آباء وأمهات وأخوات.. وأخرتها تطلع "شوية سوداني" و"حاجات ترطب الجتة"!

وحرصي على البنات أشدُّ؛ لأنهن رقيقات طيبات غافلات، لايُدركن معنى الحب الحقيقي، فمفهوم الفتاة الجامعيّة عن الحب، هو كلماتُ معسولة، وخروجة خفيفة، وجلسات مداعبات وهزار، ومساءً شات ومكالمات.

يا ابنة حواء، رفقًا بنفسك، رفقًا بأهلك وأمك وعائلتك.. هل ذهبتِ للجامعة للعلم أم للتسكع، وهل نسيت أمك المطحونة، هل تناسيت كشكات شقاء والدك، وانحناءات ظهره، وسعيه الدوءب لتوفير لك ما يسعدك، ويجعلك مرفوعة الرأس.

يا ابنة حواء، أعلم أنك رقيقة ورقة، وكلك مشاعر طازجة وحيوية، وتحبين الثناء والاهتمام، ولكن أعيريني مسامعك قليلًا.. هل هذه الطريقة ستُجلب لك الزوج الصالح الذي سيُسعد روحك، ويبني معك عالمك الخاص، وتُؤسسي معه الأسرة الصالحة، وتبنيا البيت السعيد؟!

إنَّ نوعية معظم الشباب في مرحلة الجامعة يُعاني من سفه مطلق غير مسئول وغير ناضج، فأنت بالنسبة له وللكثيرين مُجرد صيد ثمين، وحصان رهين بينهم، ومن الرابح ويمكنه أن يسقطك.. "مصلحة وبس"

يا أيتها الدُّرة الثمينة، أريدك أن تُفكري بعقلك، وتَتَأملي قَليلًا، هل إذا أراد شاب صالح أن يرتبط بك، وأتى لِسؤال الزملاء والزميلات عنك؟ فماذا سيقولون؟ سيقولون: هذه من أنصار «التندات» وصديقة «الكافيهات».. هل سيُقدم على أخذ أي خطوة؟! طب تخيلي عندما تتزوجين، والتقى بك من كنت تقضين معه الوقت في الجامعة؟ تعرفي ماذا سيفعل؟ سيضحك، وينظر لزوجك قائلًا في نفسه"دا لطخ لبسك"!

يا ابنة الطيبين، احذري من الإعلام الكاذب، والمسلسلات الوضيعة، والأفلام الهابطة التي تَسعى جادة لهتك سترك، احذري تقليدهُن، فَهُن ساقطات يأخذن الملايين لإفسادك، وخراب بيتك، وفضح أهلك، كما أكّد هذا لي، الصديق الممثل السابق، عاطف الديّان.. فالحبُّ الحقيقي كما تقول الباحثة والأديبة ماجدة شحاتة «الصلة التي لاتطرق البيوت من أبوابها، وتسطو على نوافذها ليست حبًا، وإنما هي استهلاك رخيص لمعنى جليل جوهره الحلال والحلال وحده».    

وترى أن «الرجل الذي يستحلُّ المرأة خارج أُطُر العائلة والزوجيّة، هو امرؤ خسيس الطبع خبيث القصد، لو كان نبيلًا لعفَّ، ولو كان ذا مروءة لشفَّ، لكنه استرخاص للمرأة، وابتذال للمعاني النبيلة التي تتسامى عن الحرام، ولو لاقى وقاسى وجع الحرمان».

وعن رأيها في الحب الذي يروّج له الإعلام تقول «الحب الذي روّجته القصص والمسلسلات مسموعة ومرئية، هو نوع من الدعارة والعهر مُتلبس بكلمة فقدت كل فضيلة، لتصبح عنوانًا براقًا للعلاقات الحرام».

وفي نفس السياق، الدكتورة مها مراد، الباحثة في تربية الأطفال، تنصح فتيات الجامعة قائلة «فترة الجامعة أحلى سنين العمر، عيشي حياتك وانطلقي مع صديقاتك، واهتمي بمستقبلك، واحذري من استهلاك مشاعرك، وفكري بعقلك في أمورك وخطواتك قبل قلبك».

وختامًا أقول:
يا زهرةَ البيت الكريم، في عصر الإعلام المُلوث، وخراب الذمم، والمُجتمع العفن، كوني دُرّة، واحذري من المعرّة!
محمد السمالوسي يكتب: للبنات فقط

غير معرف

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة