بقلم: رضوى عباس
البحر الأبيض المتوسط ، عُرف عبر التاريخ بأهميته كطريق بحري، فعلى مر العصور كان طريقا تجاريا وثقافيا بين الشعوب الناشئة في حَوضِه لكن الأمر اليوم إختلف.
فأهمية البحر المتوسط لم تعد تكمن بكونه حلقة وصل بين الشعوب ، بل أصبح فيه ما يفرقهم ، هل تعرفون هذا الشيء؟
إنه الغاز الطبيعي، ماكان في سابق العهد حلما أصبح اليوم واقعاً وحقيقة ،"مشروع إيسمت" والمعروف بإسم مشروع غاز شرق المتوسط، قِيل إنه سيغير خارطة الطاقة في أوروبا ، إذا بدأت إسرائيل في وضع خطواته التنفيذية، بعد أن وقعت اتفاقا مع قبرص واليونان ٢٠١٩ لتزوييد أوروبا بالغاز عبر شرق المتوسط، هذا الاتفاق سيضع المنطقة وسط توتراً حاد، لاسيما بين آثينا وأنقرة،
والرد التركي لم يتأخر كثيرا، أردوغان أعلن أن بلاده لن تتساهل بهذا الصدد، رافضا إنشاء خط غاز طبيعي في المتوسط دون موافقة أنقرة، ومهدداً بإستخدام القوة العسكرية دفاعا عن حقوقها.
وسط الخلافات على أحقية الدول بحقول الغاز ، يفصل قانون البحار الدولي بين المتنازعين، حيث حدد القانون مسافة ٢٠٠ ميلا بحري تسمي المنطقة الاقتصادية الخالصة، التي تحق لكل دولة بالتنقيب.
في عام ٢٠١١ أعلنت قبرص اليونانية ، اكتشاف أحد أكبر حقول الغاز في العالم ، وإسرائيل أيضا اعلنت اكتشاف حقل كبير جدا بالقرب من سواحلها إضافة إلى حقل شمشون،
والمفارقة إن الحقول الثلاثة تبعد ما بين 114 و190كم، عن مصر ، وهي بذلك ضمن المنطقة الأقتصادية الخالصة لمصر.
ويوجد حقل آخر يدعى تمارا تقول إسرائيل أنه لها ، ولكنه يقع في منطقة متنازع عليها مع لبنان وهو الحقل ذاته الذي سيزود مصر بالغاز القادم من إسرائيل بعد الاتفاق الموقع في بداية عام ٢٠١٩.
غير التسليم الدولي ٢٠١٩ بجعل مصر محور الطاقة للسنوات القادمة لما لديها من بنية تحتية جيدة، وهذا أشعل النيران أكثر بين مصر وتركيا ، حيث كانت تريد الاخيرة أخذ هذا اللقب.
وطبقا لما يحدث.. هل يشهد العالم حربا في شرق المتوسط بفعل الغاز؟