JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

عقول للإيجار



بقلم: هناء عبدالرحيم

أنعم الله على الإنسان بنعمة العقل وتميز بها على كل الكائنات  ، فهل يحسن الإنسان استخدام عقله.. وهل نمتلك عقولنا حقا أم أننا قمنا بالتخلي عنها وتأجيرها للآخرين؟
لا أخفي على قارئي العزيز أنني تعجبت من وصف عقول مؤجرة عندما قرأتها لأول مرة ولكني وجدت الوصف ينطبق على عدد غير قليل منا سواء كنا نفعل هذا بقصد أو بدون قصد.

لقد جاء في كتاب ( التفكير المقصود Intenional Thinking) للباحث Dale East الذي يعرض مجموعة من التقنيات التي يستطيع معها الشخص التحكم في طريقة تفكيره.. وهذا الكتاب قادني لاستنتاج أنه (من الصعب التحكم في عقولنا إذا كنا لا نملكها) وكيف لا نملك عقولنا ؟؟

لا نملكها لأنها مجرد أجهزة تسكن بالدور العلوي من أجسادنا وتم تأجيرها للآخرين، والتحكم بها يتم من قبلهم ...
 من المؤلم أن تجد أشخاصا مغيبين فكريا وعاطفيا على الرغم من أن تخصصاتهم علمية.. وأشخاصا أحكامهم وقراراتهم سطحية رغم شهاداتهم العليا، وقبل أن تحكم على هؤلاء وتقول (الحمدالله على نعمة العقل)؟
هل تساءل أي منا قبل اليوم عن علامات تأجير العقول؟
هناك 5 علامات العقول المؤجرة وهي :

*التسليم بمسلمات الغير دون أي محاولة النقاش وهي من أبرز العلامات لتلك الشخصية وفي الغالب ينتهي بالتمليك لمن يفرض المسلمات ويوقف عملية التفكير.

لديها افتراضات لا منطقية
 للعقلية المؤجرة استخدامها لقواعد و افتراضات غير منطقية.. بل مبنية على اجتهادات شخصية وضعها الآخرون لنا و قمنا بتطبيقها دون مراعاة أنها ليست مبنية على أبحاث أو تجارب مثبتة أو قواعد رصينة ، ووضعوا لحياتنا و عقولنا قوالب جاهزة من صنع غيرنا لا نستطيع الخروج منها ، فنتوهم أننا نفكر ولكن في الحقيقة نحن نفكر داخل حدود ضيقة يصعب الخروج منها (الصندوق الذي وضعنا فيه)...

تقدس صاحب الفكرة لا الفكرة
 من علامات العقلية المؤجرة أنها عقلية لديها تقديس للأشخاص ، والجماعات الذين يستأجرون تلك العقول بالمجان ومدى الحياة ، وهذا التقديس يجعلها عقولا لا تحاكم الفكرة.. بل تأخذها كما هي ، وتتحول إلى عقلية عاجزة عن أخذ المفيد وترك الضار؛ لأنه يستحيل عليها مخالفة تلك الشخصيات والجماعات، وتتحول إلى عقلية قائمة على النسخ و اللصق و تقديس المنقول دون تحليل ونقد من باب قدسية أصحابها ...

تفكيرها جمعي
وهو نمط من محاكمة الحقائق والآراء يتقدم فيه الحفاظ على تماسك المجموعة و سيادتها على البحث بموضوعية عن الحقائق املأ في إيجاد التوافقية ويقوم الفرد بتأجير عقله ويخفي صوته حتى يتوافق مع صوت الجماعة ، والأمر احد أشكال التفكير الجمعي الموجه
*أحكامها فورية وانطباعاتها قطعية لا تقبل التنازل او المناقشة فلا تتنازل هذه العقول عن أحكامها  فحولت الاعتقادات إلى عقائد ، و العادات المجتمعية إلى انطباعات و قناعات قطعية ، فتصبح الأحكام و القرارات تحت تأثير سلطة الموروث لا سلطة العقل الحر العلمي ...

بعد هذا العرض الموجز للعقول المؤجرة اتمنى من كل واحد منا ان يقف مع نفسه وقفة تاملية ليتعرف على نمط عافيته وهل نحن نمتلك عقولنا أم قمنا بتأجيرها أو تمليكها الغير ؟
حرر عقلك من قيود الغير وتملكه فإنه أغلى ما تمتلكه.. فنحن نستحق عقولنا واعية حرة نمتلكها.
عقول للإيجار

غير معرف

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة