بقلم✍️ : هناء عبد الرحيم
في مدينةالمعز القاهرة القديمة خرجت أفكار التحضر والمدنية والرقي و كانت فكرة إنارة شوارع القاهرة من أرقى الفكر التي أدخلها الفاطميون إلى عاصمتها الجميلة الزاهرة وكان الأمر يحتاج إلى أدوات لإنارة هذه الشوارع من هنا كانت فكرة الفوانيس و على الرغم من تعدد الروايات في سبب وجودها ومن الذي أمر بها إلا أنها جميعا تلتقي في هدف واحد و عصر واحد الهدف هو جعل شوارع القاهرة منيرة لتهدي الناس في طريقهم واما من أدخلها فهم (الفاطميون ).
فيقال ان : أحد الخلفاء الفاطميين أنه أراد أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها.
ففي مصر القديمة في "الأزهر - الغورية –باب الشعرية - السيدة زينب" ازدهرت صناعة الفوانيس و تطورت على مر العصور من حيث الشكل واللون
من منا لا يتذكر الفانوس الذي يشبه المصباح ونضيئه بشمعة و كنا نجاهد حتى لا تنطفئ الشمعة منا ثم أصبح يضاء باللمبات الصغيرة باستخدام حجر البطارية و مع التقدم والتكنولوجيا أصبح له اشكال عديدة منها ما يشبه الحيوانات او اللعب والدمى المتحركة والشخصيات السياسية او الكرتونية وغيرها .
و لكن يبقى للفانوس التقليدي روعته وجماله من منا لم يحلم بهذا الفانوس ليخرج به إلى الشارع ويغني( وحوي يا وحوي )؟؟؟
كلنا نحبه و نتمناه و نتباهى بالوانه و هناك أنواع كثيرة للفوانيس انتشرت عبر التاريخ، منها فانوس "البرلمان"، وسمى بهذا الاسم لأنه يشبه فى تصميمه مصباحا في قاعة البرلمان في الثلاثينات ،و فانوس "فاروق" والذى كان له تصميم مختلف تماما، وسمى بهذا الاسم نسبة إلى الملك( فاروق )الذى أمر خدمه بتصنيعه ليزين به القصر الملكى فى أحد احتفالاته بعيد ميلاده،
وهناك الكثير من الأسماء التى اقترنت بالفانوس عبر التاريخ مثل "أبوحشوة" أو "أبو شرف" و"أبو الولاد"، وغيرها من الأسماء.
ان استيراد الفوانيس من الخارج مثل الصين وتايوان وغيرها يهدد بشكل واضح صناعة وفن شعبي متوارث و يقضي عليها تماما ولذلك يجب علينا الاهتمام بالحفاظ على الشكل التقليدي للفانوس المصري و تعتبر مصر رائدة صناعته و صاحبة فكرته بل وهي التي صدرته لباقي الدول العربية والعالم كله من خلال جالياتها هناك .
* احكوا لابنائكم عن قصة الفانوس واجعلوهم برسمونه بشكله القديم المعروف وزينوا بيوتكم بالفوانيس الملونة مع قماش الخيامية الزاهي الألوان ، ليكن الفانوس رمز تاريخي و وطني وإعلانا لقدوم رمضان .
لا تجعلوا الأجواء القاتمة لكورونا تقتل أجمل مافينا ربنا هيرفع البلاء و هاتمر الأزمة وهنملى الشوارع وهنؤدي عبادتنا
و هيكون رمضان بانواره وفوانيسه و زينته المبهجة وتكبيرات المآذن دايما تملا شوارعك يا مصر
رمضان هيخلينا نعيد التاريخ و نفرح مع أطفالنا واحبتنا في كل مكان
ونرسل رسائل الواد والمحبة و دعوات بالمغفرة و البركات و الأمل
من القاهرة المحروسة
مع التحية ،،،
دمتم في خير