أتصور أن علينا أن نحسن استغلال هذه الفرصة لنعيش الروحانيات دون مباهاة وشكليات وعادات وتقاليد متوارثة من تزيين للمساجد وغيرها لمن يزعمون أن رمضان لم يأت بعد لأنه لم يصل التراويح بالمسجد ولم يستمع إلى القرآن من المسجد
اعلموا أن الله غني عن هذه المظاهر والشكليات فالعبرة من الصلاة هي الاستعانة بالله وتهذيب السلوك والنظافة والانضباط والمحافظة على المواعيد ولن يمنعك أحد من الصلاة في أي مكان شئت طالما أنه طاهر فالأرض كلها مسجد قال تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153 البقرة وقوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) البقرة والعبرة من الصوم هي التقوى والرحمة والإحساس بالفقراء الذين يجوعون لأنهم لم يجدوا ما يسدون به رمقهم قال تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)البقرة وقراءة القرآن للتدبر وأن تخشع القلوب لذكر وما نزل من الحق قال تعالى:(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24 ) سورة محمد وقوله تعالى:(۞ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) الحديد فالعبرة من العبادات هو الرقي في المعاملات وليس التفاخر والتباهي والانشغال بالشكليات التي تخرجنا عن الجوهر وهو السلوك والمعاملة الحسنة
فأحسنوا استغلال الفرصة ولا ترهقوا أنفسكم بالشكليات فالقلوب تخشع وتلين وترق بعيدا عن المباهاة والتفاخر وترتقي الأخلاق أكثر وهذا هو التغيير الحقيقي الذي يجب أن نسعى إليه قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرعد:11].
بقلم الاستاذ : محمد قشطة