كتبت: آية محمد
كشفت أزمة فيروس كورونا المستجد، النقاب عن مستقبل اقتصاد العالم ، الذي بدأ يتشكل من جديد ويصبح على وشك الدخول في فجر عهد جديد، خاصة بعد توقعات ببدء تراجع الدولار الأمريكي بسبب أزمة كورونا العالمية.
وعندما نلقي الضوء على ما وصلت إليه الولايات المتحدة حتى الآن من تفاقم أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا وتخطي أعداد وفياتها الصين بمراحل كبيرة، وبدء فقد السيطرة على تفشي الوباء اللعين بأنحاء أمريكا، نجد أن الاقتصاد الأمريكي اهتز وتناخرت وضعفت قواه؛ مما يكون مؤشرا على بدء كسر شوكة الدولار وإضعاف هيمنته وسيطرته على اقتصاد العالم.
ويطرح ذلك تساؤلا ملحا يفرض نفسه بشدة.. وهو: من يقود اقتصاد العالم بعد كورونا؟ وما هي العملة البديلة للدولار الأمريكي التي تحل محله بعد غيابه أو تلاشيه؟
وللإجابة عن هذا التساؤل، نلقي نظرة على ما حدث في ساحة أكبر ميادين إيطاليا، عندما تم إنزال العلم الأمريكي وإحلال علم الصين بدلا منه؛ بعدما تفشى فيروس كورونا بإيطاليا وتم تصنيفها كبؤرة للوباء من قبل منظمة الصحة العالمية؛ وبعد إرسال الصين مساعدات لإيطاليا، في حين أنه كان من المنتظر أن تقوم الولايات المتحدة بدور الكبير الذي يساند الصغار في شدتها.
ويشير رفع العلم الصيني بدلا من الأمريكي في وسط ألمانيا، إلى مؤشرات أولية ببدء فك وإحلال وتلاشي سيطرة الدولار على اقتصاد العالم وخلخلة فكرة التعامل بالورقة الخضراء اقتصاديا وعالميا.. وإعطاء الضوء بإحلال العملة البديلة وهي (اليوان الصيني) بالمشاركة مع عملات أخرى بديلة، يتضح تحديدها بعد عبور أزمة كورونا.
- كورونا ونهاية ماما أمريكا
يبدو أن شدة أزمة كورونا وخروج السيطرة عليها، تكتب نهاية ماما أمريكا ، حيث تسطر الأزمة الصحية العالمية نهاية حلم أمريكا في هيمنتها على العالم.. ومع بزوغ شمس المرحلة المقبلة -مرحلة ما بعد كورونا- تبدأ طفرة جديدة للاقتصاد العالمي، حيث تتشكل ملامح اقتصاد العالم الجديد بدون هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأصبح فيروس لا يرى بالعين المجردة، يحطم جبل الوصاية الأمريكية ويوقف هذا الدور الذي تمارسه أمريكا دائما على دول العالم، سواء في الرخاء أو في الشدة والأزمة.