لأول مرة.. رئيسان يودعان رئيسا بمصر
كتب: سعيد بدوي - آية محمد
سجل تاريخ الوطن اليوم الأربعاء، لحظة فارقة للحضارة المصرية الأصيلة، والتي تحدث لأول مرة حينما كان رئيسان يودعان رئيسا بمصر، ويتقدمان جنازته العسكرية ملفوفا بعلم مصر؛ مما يضع مصر العربية في مكانتها التي تستحقها؛ لتعكس صورة حضارتها وسر عراقتها أمام دول العالم، ويشرح كيف يكون أهلها في رباط إلى يوم القيامة.
وتقدم ظهر اليوم، الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية الحالي، والمستشار عدلي منصور الرئيس الأسبق لمصر، والذي قاد مصر في وقت أصعب ما يكون، وعبر بها لبر الأمان، ليسلمها آمنة محصنة من ويلات الحرب والانقسام والإرهاب والفوضى والضياع؛ ثم يشيعان جثمان الرئيس الأسبق لها محمد حسني مبارك، والذي حافظ هو الآخر بكل ما أوتي من قوة، على أرضها، ولم يسمح بالتفريط في ذرة تراب بها، وتنحى بخالص إرادته مضحيا لها، فوضع مصلحة أمنها وأمانها فوق تاريخه ورضي بما سيحاكم به لأنه يثق في عدل قضائها.
ويدل هذا الحدث الذي يقع لأول مرة في تاريخ مصر على أنها ستظل بلد الرقي والحضارة العريقة، حيث يثبت الشعب المصري معدنه الحقيقي وقت الأزمات، سواء كان مؤيدا أو معارضا لمبارك فإنه يترحم عليه منذ إعلان وفاته؛ نظرا لأنه ابن من أبناء القوات المسلحة، وخاض أشرس حرب رد فيها الكرامة للوطن وهي حرب أكتوبر.
ولم نتذكر للرئيس الراحل مبارك في هذه اللحظة، غير أنه ابن من أبناء مصنع الرجال.. لم يخن مصر بل حافظ على أرضها وتنحى بقرار حكيم في وقت صعب؛ حقنا للدماء؛ وحتى يقي مصر ويلات حروب ومعارك أهلية ينتج عنها انقسام شعبها.
وكانت أشهر الكلمات المؤثرة للرئيس الراحل حسني مبارك، والتي سجلها تاريخ الوطن له، كالتالي: "إن هذا الوطن العزيز هو وطني مثلما هو وطن كل مصري و مصرية فيه عشت وحاربت من أجله ودافعت عن أرضه و سيادته ومصالحه و على أرضه أموت ، وسيحكم التاريخ علي و على غيري بما لنا أو علينا.. فالوطن باقٍ والأشخاص زائلون ومصر العريقة هي الخالدة دائما وأبدا".
