JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

عكس عكاس


بقلم: حسين الحانوتي

لما الواحد منا يكون شغله الشاغل الاهتمام بالشأن العام وامور المجتمع لدرجة أنه ممكن وهو قاعد لوحده وبيفكر في امر ما يتكلم ويرد على نفسه لأنه احيانا يكون شايف الحل الامثل والمجتمع رافضة او موصلش ثقافة الحل لبعض البشر لان ثقافتهم وقفت عند هذا ما وجدنا عليه آباؤنا...هنا بتكمن عدم قدرة المجتمع علي التغيير والتطبع بالواقع نظرا لطبيعة الحال اللي بيتغير من وقت لوقت.. يعني مثلا ايام زمان كانت العيله كلها عايشة في بيت واحد كل غرفه فيه لعيله وكانت النفوس راضيه وكل العيله دي بتاكل في طبق واحد وليها كبير واحد كلمته واحده ورأيه واحد يمشي علي كل العائله ومفيش كبير أو صغير في العيلة يقدر يخالف الراي او يقول ان العيشة وحشة والبيت قصدي الاوضه او المندره ضيقه ومفيش حد ياكل لوحده أو يطبخ غير طبيخ العيله ومفيش حد يتعدى على حد من العيلة أو الجيران الأصول بتقول كده وخوفهم من كبير العيلة سواء جدهم أو أبوهم أو اخوهم الكبير وأحيان كتير والدتهم بيحتم عليهم يحترموا بعض ويحترموا الناس لأن الناس كلها أصولها مشبكة في بعض والكل كان بيساعد الكل، ولو واحد عنده حاجة جاره محتاجها طبعا بدون إذن بياخدها يقضي غرضه ومصلحته ويرجعها لأن تبقى عيبة لو حد رفض  ..العكس النهاردة محدش يقدر يعيش غير في شقة منفصلة كاملة الغرف ان لم تكن ييت حتي لو معندوش أولاد وبياكل من الأكل أنواع في طقة واحدة وبيلبس على مزاجه بعد ماكان طقم واحد في السنه ورغم أن الظروف ميسرة دايما الشكوي ونسي ايام زمان ويرفض يرجعلها ويعيش في أوضة جوا بيت عيلة..رغم الراحة النفسية اللي كانت موجودة.

زمان برضو زمن الرضا والصفا والناس كلها عارفه بعض البعيد والقريب ويخافوا علي خاطر بعض ..الفرح كله موجود العزا عزا الكل وكل اصحاب البيوت سواء الميت قريبه او غريب منه عامله حسابها في الطبيخ لواجب الاغراب وكله يقابل ويفتح بيته مضيفه للاكل لان عيبه اوي لو ضيف قضي واجب العزا ومأخدش واجب الضيافه ..وكان اللي عنده فرح يأجله لبعد اربعين المتوفي وقبل الاعلان لازم يستأذن اهل المتوفي ..ماهو برضو جبران خاطر ..هي العيشه كانت معالمها كده ..النهارده اختلفت المعالم وبقي عكس عكاس واقصاها لو حد مات انتظار العزا ينتهي نفس يوم الوفاه وتنصب خيم الافراح والليالي الملاح.. ظواهر عجيبه وغريبه اعطت انطباع بانفصام ظاهر لعادات المجتمع السليم بتاع ايام زمان..
كل شئ في المجتمع اختل توازنه واساسه واحنا موافقين وبنتطبع به ..اخلاق البنات والاولاد لبسهم عاداتهم حتي قصة شعورهم بقت غريبه وكاننا مجتمع اوروبي ليس له عادات ومتحججين بالمدنيه ..اللي اساسا ملهاش اصل ولا تاريخ زينا
بناطيل مقطعه حلاقة شعر والوان ملابس زي البلياتشو علي عكس زمان لبس بسيط ومهندم وجميل واي حد يشوفه يستريح نفسيا وياخد انطباع عن الانسان بحسن السلوك بدون حتي مايكلمه.. ..
سلوكيات الناس اتغيرت مش عاداتها في بيوتها بس لكن حتي في الشوارع الناس مبقتش زي زمان لما كان اي شخص يحترم الشارع وميفكرش يعمل اي شئ خطأ فيه حفاظا علي الشعور العام للماره وخوفا من عقاب الناس حتي لو بنظراتهم الساخره واللوامه له.. عكس عكاس النهاردة مفيش شارع فيكي يا بلد تلاقيه صح ومنظم والسبب احنا كبني أدمين لأننا برضو تناسينا أصول الشارع وحقه اللي الدين فرضها دا حتي الشوارع بدون ما نتكلم على منظرها السيئ بقت مليانة مطبات وحفر من سوء استخدامنا ومفيش شارع إلا ما تلاقي فيه مخالف أو ولكن غلط أو واقف مسبب زحام.. هنقول إيه ولا إيه.

المجتمع بقى كل شيء والعكس والاآخر بنلوم نفسنا واحنا السبب وبنلوم الدوله في الفساد واحنا اساسه بدون شك
لازم نتغير ونرجع لقيمنا اللي امر بيها دينا يعني صاحب المسؤليه يقوم بيها علي اكمل وجه سواء كان اب يربي كويس مدرس يعلم بضمير طبيب او مهندس يحكم ضميره في مهنته واللي حاسس انه مش ادها ميبقاش عكس عكاس راكب وماشي بضهره وبيرجع لورا زي حرامي زمان والناس بتزفه وبتلف بيه الحواري عشان تفضحه هو كده اللي بيفضح نفسه بنفسه.

الأمثلة تدل على أننا بقينا عكس عكاس كتير والكلام فيها لن ينتهي لكن الدور واقع علينا كلنا وأهم شيء الإعلام بأنواعه مرئي، مسموع، مقروء، مكتوب، مع شوية قوانين صارمة للدولة هنرجع تاني عكس لأصول وعادات قربت تموت فينا.
عكس عكاس

غير معرف

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة