JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

هذه قصة حياة الشاب الراحل هيثم أحمد زكي



كتب: آية محمد -عماد عبدالناصر

"أنا مُبتلى بالوحدة زي والدي.. الوحدة إحساس صعب جدًا، بس ربنا مبيختبرش إلا اللي بيحبه".. قالها الشاب الفنان هيثم أحمد زكي برضا وتسليم تام في لقائه مع الإعلامي "عمرو الليثي"..

ويكمن سر شخصية "هيثم" الله يرحمه في عينيه، مثل أبيه الجميل.. عينيه كان فيها حزن غريب، غصب عنك يخليك تحبه وتحسه قريب منك، حزن راضي بحاله ومتقبله، ونُضج غريب ميناسبش سِنه.. كل اللي يعرفوه أجمعوا إنه ورث من أبوه طيبة القلب والكرم، والوحدة، كأنها أهم ما ورثه منه.

كان دايمًا بعيد عن تجمعات الفنانين، مُقِل جدًا في لقاءاته التليفزيونية، حتى لما بيظهر بتلاحظ إنه هادي ومش استعراضي عكس معظم أبناء جيله.. وده مش غريب على إنسان قضى حياته بيطلع من ابتلاء لابتلاء، وكل ابتلاء يسلمه لحضن الوحدة أكتر.. في البداية أمه الفنانة "هالة فؤاد" الله يرحمها تُصاب بالسرطان وهو عنده 4 سنين، وتقضي رحلة علاج صعبة وتتوفى وهو عنده 9 سنين، وكانت انفصلت عن أبيه قبل أن تُصاب بالمرض، فتقريبًا لم ير حنية أمه.. قبل وفاة أمه بسنة توفى جده.. راح يعيش مع جدته، وعاش معاها لغاية ما كبر وبقى راجل.. والمرة دي كان السرطان مدبرله كمين جديد، والقدر اختار يختبره بفقد أبوه، بعد رحلة معاناة مع سرطان الرئة، أبوه اللي حُبُّه الجنوني لشغله أخده معظم الوقت من إنه يقضي وقتا كافيا معه، يمكن كان بيحارب الوحدة بالانغماس في الشغل، كان بيدور عـ الونس في التشخيص.. اتبقى للشاب ساعتها جدته، اللي كانت بتمثله كل حاجة، ويفقدها في 2007، وميتبقالوش غير خاله، اللي عاش معاه كآخر مَن تبقى له من أهله في الدنيا، قبل ما يسيبه في 2011، ومن بعدها عاش "هيثم" وحيد.

رحلة حياة غريبة لما تتأملها، فعلًا الدنيا فيها بشر ربنا اصطفاهم إنهم يكونوا أهل ابتلاء.. بالرغم من شُهرة والده، وحب الناس له على حس حبهم لوالده، كان سهل تلمس في روح "هيثم" طاقة حزن غريبة.. تقريبًا الوحدة بتسيب علامة مبتتشفيش في روح صاحبها، حُفرة مبيسدهاش نجاح ولا فلوس ولا شُهرة.

لـ هيثم مشهد مميز جدًا في الجزء التاني من مسلسل "كلبش"، المشهد اللي بيكتشف فيه موت والده في سريره، يوم ما شُفت المشهد حسيت إنه مش بيبذل مجهود كبير في التقمُّص، لوعة الفقد اللي كانت عايشة جواه تكفي وزيادة، وطلعت على الشاشة في أداء مُتقن للشخص القوي، اللي بيتحول لمنتهى الضعف لما يكتشف إن أبوه مشى، وسابه لوحده.

وتوفي هيثم منذ ساعات في منزله، وهو لا يزال شابا 35 سنة، قبل أن يتزوج، أو يترك لنفسه ذكرى في الدُنيا، وأيضا مات وحيدا.
هذه قصة حياة الشاب الراحل هيثم أحمد زكي

غير معرف

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة