بقلم: منى الحديدي
حادث هز كل القلوب وذهل العقول على ما وصلنا إليه من موت الرحمة والإنسانية في مجتمعنا.
جنى محمد سمير.. طفلة الخمس سنوات، من قرية بساط كريم الدين مركز شربين بمحافظة الدقهلية.. ماذا فعلتي يا صغيرتي حتى يفعل بك هذا.. ماذا جنيتي؟ حتى تكوني ضحية لقلوب ماتت فيها الرحمة والإنسانية.
جنى طفلة لأم وأب كفيفين منفصلين، ولديهما بنتان، أماني وجنى.. وكانت جنى في هذا الوقت تبلغ 4 أشهر من عمرها.
وحمل الأب ابنتيه، وعاش بهما مع أهله حتى وصلت جنى لسن 3.5 سنوات.. ولكن صدر حكم قضائي بضم الطفلتين لجدتهما للأم منذ أكتوبر الماضي.
وبضياع النخوة والإنسانية والرحمة والحفاظ على الشرف، قام خالها باغتصابها.. وحدث للطفلة تهتك في الرحم وكسر بالقدم اليسرى نتيجة لهبدها وتكتيفها بعنف وحتى تخفي الجدة ما فعله ابنها وتداري على فعلته القذرة اللاإنسانية، قامت بحرق الطفلة بآلة حادة بعد تسخينها على النار، في أماكن متفرقة من جسدها وفي الأماكن الحساسة؛ حتى تحمي ابنها من جريمته الشنعاء.
وتركت الطفلة عشرة أيام بجروحها وحروقها دون علاج أو طعام، حتى حدث لها فشل كلوي، وتعفن أجزاء من قدمها اليسرى؛ نتيجة الكسر، وتم نقلها إلى مستشفى طوارئ شربين ..ثم تم نقلها إلى مستشفى المنصورة الدولي،
وتم بتر الساق اليسرى؛ بسبب وجود غرغرينا بها، ووضعها بالعناية المركزة حتى فارفت الحياة اليوم.
وذكر أنه عندما قاموا بسؤال جدتها في المستشفى مين اللي عمل فيها كده، قالت لهم إن مرات أبوها هي اللي عملت فيها كده رغم أن زوج ابنتها لم يتزوج بعد ابنتها.. ومرة أخرى تقول إنها كانت تعاقبها بسبب تبولها لا إراديا.
الكلمات تكتب بصعوبة بالغة.. والعقل في ذهول مما يحكيه.. والقلم يتعثر في كتابة حروفه على ما حدث للإنسانية والرحمة فلنبكي على ما تبقى من إنسانيتنا.
ماذا بعد الجدة والخال حتى تحتمي فيهم طفلة أو الأنثى عامة !! أليسوا عصبا وقوة وسندا للأنثى؟ وماذا بعد فقدانهم هذه الصفة؟ هل انتهى عصب العلاقات الإنسانية.. أم انتهت بنا الحياة؟
ذهبت البراءة إلى خالقها.. فسبحانه أحن من كل البشر.