بقلم: عبير عزت
إن الطبيب يمارس مهنة إنسانية نبيلة الهدف، تتعلق بحياة الإنسان وسلامته الجسدية وصحته النفسية، والتي هي من أهم وأثمن ما يحرص الشخص والمجتمع على حمايتهما.. فالطبيب يقوم بالكشف السريري وصولا إلى تشخيص المرض وانتهاء بالعلاج؛ للحصول على النتائج، فيحتاج قدرا كبيرا من الحرية والاجتهاد والثقة، حيث إن الطبيب وحده يتخذ القرار المناسب ويسلك السلوك الذي يضمن إنقاذ المريض ويحقق سلامته.
ولكننا نعيش واقعا مخالفا تماما، فحالات الإهمال والخطأ الطبي أصبحت عرضا مستمرا، فالحالات التى يرصدها الإعلام وتعج بها أروقة المحاكم والأقسام ونقابة الأطباء جاوزت الحدود وللأسف معظم قضايا الإهمال كشفتها أسر الضحايا والكارثة أن أخطاء الأطباء القاتلة كثيرة، والتي كانت سببا في انتهاء حياة الكثير من المرضى سواء في المستشفيات أو المراكز والعيادات الحكومية وغيرها.
ولكن المعاناة الكبرى للطبقات الفقيرة الذين لا حيلة أمامهم سوى هذه المستشفيات غير المؤهلة لمعالجة مرضاهم.. بالإضافة إلى وجود العديد من المستشفيات التى تمنع دخول المرضى ذي الحالات الحرجة بدون دفع مبلغ يفوق قدرتهم قبل استقبال المريض من أجل إسعافه، مما يؤدي إلى وفاة العديد من المرضى، وبالأخص الفقراء الذين لا مفر لهم في هذه الحياة القاسية سوى الاستسلام إلى الموت.
الإهمال الطبي هو تقصير مقدم الخدمة من طبيب أو فريق تمريض، والذى قد يكون نتيجة لنقص المعرفة أو الخبرة.. لذا من الواجب على الدولة التدقيق قبل منح التراخيص للجامعات والمعاهد العلمية الخاصة، ومراجعة المناهج الطبية الدراسية وأساليب التدريس.. فوصف الدواء الخاطئ يتسبب فى الكثير من المشاكل كالحروق الكيميائية.
الإهمال الطبي يؤدي إلى وفاة العديد من الأجنة في رحم أمهاتهم، وضياع العديد من الشباب والرجال.. لذا يكفي ما يحدث فى مستشفياتنا من إهمال.. علينا الوقوف إلى جانب هؤلاء الفقراء وتوفير كل الأدوية والعلاج المناسب لهم.
لابد من وجود رقابة على المستشفيات وفرض عقوبات شديدة والضرب بيد من حديد على يد كل طبيب يهمل في عمله.
وأخيرا.. أيها الأطباء إنكم تحملون أمانة علمية بين أيديكم وعليكم الحفاظ عليها والرحمة بهؤلاء المرضى.. فقد قال تعالى في كتابه العزيز "إِنً الًلهَ يَأَمُرُكُمْ أن تُؤَدُواَ الأَمْانَاتِ إِلىَ أَهْلِهَا وَإِذا حَكَمْتُم بْينَ النًاسِ أَن تَحْكُمُوِاْ بِالْعَدْلِ إِنً الًلهَ نِعًما يَعِظَكُم بِهِ إِنً الًلهَ كَان سَمِيعّا بَصِيرا" (النساء 58).
