JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Startseite

الانتحار واعتقاد التخلص من الألم



بقلم: عبير عزت

معظمنا راودته فكرة الانتحار في مراحل معينة من حياته، لكن البعض تمكنت منه هذه الفكرة وسيطرت عليه بالكامل وقد يكون حاول وفشل أو نجح.

فالانتحار هو محاولة جادة لوضع نهاية لألم غير محتمل، وباب خلفى للهروب من ظروف الواقع الضاغطة على الفرد، منقادا بروح من العجز وفقدان الأمل والحيل.

ومن منظور شخص لا يفكر الآن بالانتحار وهو أكثرنا فى الأغلب.. لا يمكننا فهم كيف يمكن لأحدهم إغفال وجود مباهج في الحياة جنبا إلى جنب مع آلامها ؟ وكيف يمكن تجاهل وجود فرصة فى الغد لحياة أفضل ؟

ومن منظور شخص فكر يوما بالموت وهو أغلبنا تقريبا.. لا يمكننا فهم لماذا لم تمر الفكرة مرور الكرام مع البعض كما مرت معنا.. إن النظرة السائدة مجتمعيا للتفكير في الانتحار هي اعتباره عرضا طارئا أو مرضا ارتبط بالاكتئاب أو الذهان أو كعرض جانبي لبعض العقاقير.. ولكن ماذا لو كان الأمر أبعد من ذلك؟ وهل يمكن أن يكون الانتحار محاولة للتعامل مع ظروف ضاغطة ؟

تقريبا يبدى كل المنتحرين تلميحا واحدا على الأقل يشير إلى عزمهم على إنهاء حياتهم، فلا تستهين بأي إشارة من أحدهم تشير إلى الموت أو فكرة الانتحار، فأغلب المنتحرين لا يريدون الموت، يريدون أن ينتهى الألم فقط.

وهناك الكثير من العلامات التى تشير إلى تفكير أحدهم في الانتحار مثل:

- الحديث عن الانتحار والبحث عن مواد وعقاقير مميتة
- الانشغال بفكرة الموت وفقدان الأمل في المستقبل
- الانعزال عن المحيطين والانخراط في سلوكيات مؤذية كتعاطي الكحول أو المخدرات

فالشخص الذى يلجأ إلى الانتحار لا يلجأ إليه من فراغ، بل هناك الكثير من مشاكل وضغوط الحياة التى تراكمت عليه مثل:

1- البطالة والفقر والتهميش المصحوبين بقدر من الوعي بالأزمة التى نعيشها

2- إدمان تعاطي المخدرات قد يؤدي بصاحبه إلى الانتحار

3- حالات الانفعالات العاطفية الشديدة كحالات الانفصال أو فقدان حبيب سواء بالهجر أو الموت

4- الإحساس الحاد بالنبذ وهدر الكرامة من المحيط الاجتماعي

5- العنف الأسري وبالأخص ضد الإناث سواء من الأب و الأم والأخ أو من الزوج وأهله

6- الحالات النفسية الحادة مثل الأكتئاب الشديد ووساوس قهرية تدفع الفرد لإلقاء نفسه من النافذة أو في بحر أو قطع شرايين يده

7- تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة بالفرد الذى لديه قدر من الوعي بالأزمة.

وتنوعت أساليب الانتحار والطرق المستخدمة، وهناك العديد من الأدوات التى يستخدمها الشخص للتخلص من حياته، مثل قطع الشرايين أو الإلقاء بنفسه من مكان مرتفع أو في الماء أو إضرام النار فى الجسد، وهي طريقة بدائية ولكنها غاية في الألم، أو الصعق بالكهرباء، تجرع السم، وغيرها.

والوقاية من الانتحار تعد ضرورة عالمية، حيث إنه فى كل عام يضع أكثر من 800 ألف شخص نهاية لحياته، فضلا عن الكثير ممن يحاولون الانتحار ، وقد سجل ثاني أهم سبب للوفيات بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاما على الصعيد العالمي فى عام 2012.

وحقيقة الأمر أن 75% من حالات الانتحار تحدث فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.. لذا يجب علينا عدم مواجهة الأفكار الانتحارية للمريض بنفسه بل يجب طلب المساعدة من الأشخاص المختصين والدعم من أحبائه وأسرته.

وأخيرا.. إن المشاعر الانتحارية مشاعر مؤقتة في حال الشعور باليأس أو أن الحياة لا تستحق العيش، لذا يجب علينا التنبه إلى أن العلاج موجود ويساعد في تحسن الحياة وتغيير وجهة النظر.. وقد قال تعالى في كتابه العزيز "وَلَا تَقَتُلُوا النًفسَ الًتِى حَرًمَ الًلهً إِلًا باْلحَقً ذَلِكُمُ وَصًاكُمْ بِهِ لَعَلًكُم تَعْقِلُونَ".. الأنعام الآية 151.
author-img

الإعلامي سـعيدبـدوي

Kommentare
    Keine Kommentare
    Kommentar veröffentlichen
      NameE-MailNachricht