JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

المهنة الطاردة لأصحابها !





بقلم: منى الحديدي

اسمحوا لي أن أتحدث في مقالي هذا عن فئة التمريض التي تستحق أن تنال شرف حمل اسم هذه المهنة وساما على صدرها.. فملائكة الرحمة في معظم مستشفيات المحروسة حالهم لا يسر عدوا ولا حبيبا.. هؤلاء الذين تنحصر مهنتهم في الاهتمام بصحة الإنسان وتخفيف معاناته وإحساسه بالألم، مما يجعلها من المهن السامية والإنسانية.. ولكن ما يدعو للأسف والحزن أن هذه الفئة تعرضت في الآونة الأخيرة لتجاوزات كثيرة وإهدار لكرامتهم وحقوقهم المادية.

وقد سمعنا وشاهدنا الكثير م الإهانات التي يتعرضوا لها داخل أماكن عملهم، بالإضافة إلى الرواتب الهزيلة التي يتقاضونها والتي لا تتساوى قط مع الجهد المبذول منهم للمريض الذي يحتاج إلى العناية والرعاية الدائمة.

أي عقل يستوعب أن هذه الفئة التي تتعرض يوميا للعدوى
بمختلف أنواع الأمراض وتسهر على راحة المرضى بمختلف أعمارهم وجنسياتهم وأمراضهم   تتقاضى 15 جنيها فقط بدل عدوى !! وعلى أي أساس يتم تحديد هذا المبلغ تحت هذا المسمى ؟! إنهم يعيشون مع المرضى ويخالطونهم في أقصى حالاتهم المرضية، عافانا الله وإياكم.. فهذا الأمر مثير للعجب والأسى والأسف.. فهل من المعقول أن يتقاضى موظف بالبنك مبلغا يفوق ٧٠٠ جنيه مقابل بدل عدوى لمجرد أنه يتعامل مع أوراق بنكية ويقوم بملامسة «الفلوس»، أما الممرضة التي تتعامل مع حالات الالتهاب السحائي.. والدرن.. والإيدز.. والتهابات المخ.. والتيتانوس... والدفتيريا ومرضى الالتهاب الكبدي الوبائي.. ومصابي إنفلونزا الخنازير والطيور... تتقاضى 15 جنيها فقط بدل عدوى شهريا؟

لقد أصبحت هذه المهنة طاردة لأصحابها.. يفرون ويهربون منها إلى المستشفيات الخاصة وعقود العمل خارج البلاد. 

الممرضة المصرية بنت البلد الجدعة التي تقدم أعلى مستوى من الخدمة للمريض والتي تتعرض أحيانا لإهانات من أهالي المريض أثناء إسعافه، والتي تضحي أيضا ببيتها وأولادها ووقتها وصحتها من أجل السهر على راحة المريض، الذي من الممكن يكون أنا وأنت وأبويا وأبوك وأمك وأمي وأولادك وأولادي وإخواتي وأخواتك..
اتهانت كثيرا مؤخرا في أماكن عملها.. بالإضافة إلى نظرة المجتمع الظالمة جدا لها.

هناك الكثير من السادة الأطباء الذين يقدرون ويوقرون مهنة التمريض ويتعاملون مع هذه الفئة بالرحمة والإنسانية والتقدير لما يقومون به ويتعرضوا له.. ولكن للأسف على النقيض هناك نماذج أخرى من الأطباء يظلمون هذه الفئة ويعاملوهم بالعنف والقسوة والإهانات والتوبيخ، وبالتالي يزيدون من حزنهم وأسفهم.

ونجد هناك الحق المهني والوظيفي الذي يمنع ويجرم هذا الأسلوب في التعامل مع موظف حكومي يعمل تحت مظلة قوانين عمل من المفترض أنها تحفظ له كرامته.. وسؤالي هنا لهؤلاء: كيف تعطي الممرضة للمريض من اهتمام ورعاية وهي تحت هذا الضغط النفسي والمعنوي السيئ؟ فكل التحية والتقدير والإعزاز لكل طبيب يحفظ كرامة فئة التمريض من أجل الحفاظ على عطاء واهتمام مستمر لأهلنا من المرضى.

ومن خلال هذا المنبر بجريدة الخبر المصري أتوجه لنقابة التمريض ببعض الأسئلة: أين انت من تمريض يهان تارة وفاقد حقوقه تارة أخرى؟ من المفترض أن تكون نقابة التمريض من أقوى وأعدل النقابات تجاه المنتسبين لها الذين يتعرضون للعديد من الإهانات وإهدار الحقوق المعنوية والمادية والأمراض التي من الممكن أن تودي بحياتهم وحياة أسرهم.

وأخيرا.. لقد انتشرت على الساحة في الآونة الأخيرة مشاكل عديدة لقطاع التمريض، ولكن للأسف نراهم أمام نقابة هشة لا تستطيع الحفاظ على الحقوق المعنوية ولا المادية ولا تشعرهم بالأمان والقوة تحت مظلتها.. فرفقا بملائكة الرحمة.
author-img

الإعلامي سـعيدبـدوي

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة